إعلان

recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

حدود وجنود: إرث الأجداد وأمانة الأحفاد

حدود وجنود: إرث الأجداد وأمانة الأحفاد
 
 
كتب - خالد عبدالحميد مصطفى
 
 
على مدار التاريخ، كانت أرض مصر مركزاً للحضارة وملاذاً للأمان. تحملت هذه الأرض معارك لا حصر لها، حيث تصدى الشعب المصري وأجداده لكل من حاول غزوها أو الاقتراب منها بسوء. لا يقتصر دور الدفاع عن هذا الوطن على الجيش الوطني وحده، بل يمتد ليشمل كل فرد من أفراد هذا الشعب العظيم، إن مصر ليست مجرد قطعة أرض، بل هي إرثٌ خالد تركه الأجداد، وأمانة يحملها الأحفاد، مستعدين للدفاع عنها بأرواحهم.
 

منذ أقدم العصور، عرف المصريون معنى الوطنية والانتماء لأرضهم. لم يكن الجيش وحده هو من وقف في وجه المعتدين، بل إن كل فرد من أفراد هذا الشعب كان جيشاً في ذاته. خلال تاريخها الطويل، واجهت مصر غزوات وحروباً لا تُعد ولا تُحصى، ولكنها دائماً ما كانت تخرج منها منتصرة، بفضل تلاحم شعبها وقوة إرادته.
 
 
من معارك الهكسوس إلى حروب التحرير الحديثة، أثبت المصريون أنهم لا يعرفون الهزيمة. الجيش المصري، بصلابته وتاريخه المجيد، كان دائماً في المقدمة، ولكن خلفه كان يقف جيش آخر لا يقل أهمية: الشعب المصري بأكمله. إن كل رجل وإمرأة وطفل في هذا الوطن مستعد للدفاع عن أرضه بكل ما أوتي من قوة. وفي الوقت الذي يقف فيه الجيش على الحدود، يقف الشعب في كل مدينة وقرية، مستعداً لأي تحرك خلف جيشه العظيم.
 
 
إن إرادة الشعب المصري هي السلاح الأقوى الذي لا تملكه أي قوة في العالم. إنها الإرادة التي لا تنكسر ولا تتراجع، والتي جعلت من مصر مقبرة لكل من تسول له نفسه الاقتراب منها. لم تكن هذه الإرادة وليدة اللحظة، بل هي نتاج سنوات طويلة من التضحيات والكفاح، حيث ترسخت في نفوس المصريين قناعة بأن الدفاع عن الوطن واجب مقدس.
 
 
مهما تعددت التحديات ومهما كانت الصعوبات، يبقى الشعب المصري على أهبة الاستعداد، متحداً خلف جيشه الوطني العظيم. إن العدد الحقيقي لجيش مصر ليس في الجنود النظاميين فحسب، بل في كل مواطن يحمل في قلبه حب هذا الوطن واستعداداً للدفاع عنه. وعندما يأتي الوقت، يقف هذا الجيش العظيم، مدعوماً بإرادة شعبية لا تقهر، ليكتب فصولاً جديدة من تاريخ المجد والانتصار.
 
 
ختاماً" إن مصر، بتاريخها وحضارتها، ليست مجرد وطن يعيش فيه شعب، بل هي قصة كفاح ونضال على مر العصور. الجيش المصري هو الدرع الواقي لهذا الوطن، ولكن الشعب المصري بأكمله هو السيف الذي يضرب به في وجه الأعداء. إن إرث الأجداد هو أمانة في أعناق الأحفاد، وسيظل الشعب المصري، جيشاً وشعباً، مستعداً للدفاع عن هذه الأرض المقدسة، متمسكاً بإرادته التي لا تنكسر، ليبقى هذا الوطن قوياً وعصياً على كل من يحاول النيل منه.
google-playkhamsatmostaqltradent