recent
أخبار ساخنة

الكويت تحتفل بعيدها الوطني الـ64 بفعاليات تعكس مكانتها العربية والدولية

 

الكويت تحتفل بعيدها الوطني الـ64 بفعاليات تعكس مكانتها العربية والدولية

الكويت تحتفل بعيدها الوطني الـ64 بفعاليات تعكس مكانتها العربية والدولية


كتب - حسن سليم

تواصل الكويت احتفالاتها بعيدها الوطني الرابع والستين، حيث تنطلق الفعاليات الاحتفالية الرسمية والشعبية داخل البلاد، إلى جانب الاحتفالات التي تقيمها بعثاتها الدبلوماسية في مختلف دول العالم، مما يعكس المكانة المرموقة التي تحتلها الكويت على الصعيدين العربي والدولي.


شهدت الكويت خلال الفترة الماضية محطات بارزة تجسد العديد من الإنجازات على المستويين الداخلي والخارجي، وذلك في ظل القيادة الحكيمة لأمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح. تولى الشيخ مشعل الإمارة بعد أن نودي به أميرًا للكويت خلال جلسة استثنائية لمجلس الوزراء، في عملية انتقال سلسة كما هو معهود في البلاد، وفقًا لأحكام الدستور الكويتي والمادة الرابعة من قانون توارث الإمارة لعام 1964. ويأتي هذا التتويج بعد مسيرة حافلة امتدت لستة عقود، شغل خلالها العديد من المناصب الرفيعة وأسهم في تحقيق إنجازات بارزة.


في جلسة تاريخية رسمت معالم حقبة جديدة للكويت، أدى الشيخ مشعل الأحمد اليمين الدستورية أمام مجلس الأمة، ليصبح الأمير السابع عشر للبلاد، خلفًا للأمير الراحل الشيخ نواف الأحمد. واستذكر في خطابه مآثر الأمير الراحل، مشيدًا بعطائه اللامحدود وتواضعه الذي ترك أثرًا خالدًا في ذاكرة الوطن.


تميز خطاب الشيخ مشعل الأحمد بوضع خريطة طريق واضحة للمرحلة القادمة، تعتمد على رؤية إصلاحية تهدف إلى تحقيق الاستقرار والتنمية. استندت هذه الرؤية إلى خبرته الواسعة في تطوير المؤسسات الوطنية، مثل الحرس الوطني الذي عزز من قدراته وكفاءته خلال فترة قيادته له، مما يعكس حرصه على الارتقاء بمختلف القطاعات في البلاد.


يُعرف الشيخ مشعل الأحمد بحكمته وإخلاصه في خدمة الكويت، فقد نشأ في كنف أسرة الصباح وتربى على يد كبار حكمائها، مما أكسبه خبرة عميقة في شؤون الحكم. وخلال توليه ولاية العهد، كان السند الأمين للأمير الراحل، مشاركًا في اتخاذ القرارات الكبرى وقائدًا في تحقيق الأمن والازدهار للكويت.


مع بداية هذه المرحلة الجديدة، تسعى الكويت إلى تنفيذ خطط تنموية تعتمد على معطيات العصر، بهدف تحقيق مستقبل زاهر يواكب التطورات العالمية. وتولي القيادة الجديدة اهتمامًا بالغًا بالقضايا المحلية، مع التركيز على تفاصيل الشؤون الداخلية لضمان استقرار البلاد ورفاهية المواطنين، خاصة في ظل التحديات العالمية التي تستوجب استجابة سريعة وفعالة.


على الصعيد الاقتصادي، يحرص الشيخ مشعل الأحمد على تحفيز القطاعات المختلفة، من خلال تطوير الخدمات والمنتجات، وخلق بيئة استثمارية جاذبة، مع التركيز على دعم القطاعين الصناعي والزراعي. كما يولي اهتمامًا خاصًا بفئة الشباب، ساعيًا إلى تأهيلهم بأفضل الوسائل العلمية والأكاديمية، ليكونوا عناصر فاعلة في مسيرة التنمية الوطنية.


وفي المجال الإعلامي، يؤكد أمير الكويت على أهمية الدور الذي تلعبه المؤسسات الإعلامية في التعبير عن قضايا الوطن بمسؤولية وموضوعية. كما يحرص على تكريم أصحاب الإنجازات المتميزة، تشجيعًا لهم على مواصلة التميز والإبداع في مختلف المجالات.


انطلاقًا من رؤيته الإصلاحية، كان أول قرارات الشيخ مشعل الأحمد تعيين الشيخ الدكتور محمد الصباح رئيسًا لمجلس الوزراء، مشددًا على أن المرحلة الراهنة تتطلب العمل الجاد والرقابة الفعالة والمحاسبة الصارمة. دعا الحكومة الجديدة إلى وضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، مع الالتزام بمحاربة الفساد، وتعزيز العدل، وتحقيق التنمية المستدامة.


في ظل التجاذبات السياسية بين السلطتين التشريعية والتنفيذية، أصدر الشيخ مشعل الأحمد مرسومًا بحل مجلس الأمة، تبعه تعيين الشيخ أحمد العبدالله رئيسًا لمجلس الوزراء، في إطار مساعيه لتحقيق الاستقرار السياسي. كما أصدر أمرًا أميريًا بتعليق العمل ببعض مواد الدستور لمدة لا تتجاوز أربع سنوات، بهدف مراجعة التجربة الديمقراطية وإصلاحها بما يخدم مصالح البلاد.


على الصعيد الخارجي، يواصل أمير الكويت تعزيز التعاون الخليجي، وتقوية العلاقات مع الدول العربية، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة. ومنذ توليه الحكم، قام بسلسلة من الزيارات الرسمية إلى دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب زيارته إلى مصر، حيث التقى بالرئيس عبد الفتاح السيسي، تأكيدًا على العلاقات الأخوية بين البلدين.


تحرص الكويت على تعزيز حضورها في المحافل الدولية، من خلال المشاركة الفاعلة في القضايا الإقليمية والعالمية، والتعاون مع المنظمات الأممية لتحقيق الأهداف المشتركة. كما تعمل القيادة الجديدة على دعم الجهود الرامية إلى تحقيق الأمن والسلام عالميًا، وحل النزاعات بالطرق السلمية.


بهذه الخطوات، تمضي الكويت في مسيرتها نحو مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا، مستندة إلى إرثها العريق ورؤيتها الطموحة، لتظل نموذجًا للدولة المتقدمة التي تسعى لتحقيق رفاهية شعبها وتعزيز مكانتها على الساحة الدولية.


google-playkhamsatmostaqltradent