recent
أخبار ساخنة

الهلال الأحمر.. خط الإنسانية الأول على معبر رفح

 

الهلال الأحمر.. خط الإنسانية الأول على معبر رفح

الهلال الأحمر.. خط الإنسانية الأول على معبر رفح


بقلم: د. هاني الزنط

في قلب المشهد الذي يجسد أقسى أوجه المعاناة الإنسانية، يقف الهلال الأحمر كمنارة أمل على معبر رفح، المعبر الذي أصبح أكثر من مجرد نقطة عبور بين غزة ومصر، بل أصبح شريان حياة لملايين الأرواح العالقة بين صخب الحرب وصمت الإنسانية.  


عندما تتوقف لغة السياسة ويتعقد المشهد الدولي، يظهر الهلال الأحمر، محمولًا بقيم الإنسانية، ليؤكد أن الأزمات ليست نهاية المطاف، بل بداية لتكاتف عالمي. معبر رفح، الذي يشهد يوميًا تدفق الجرحى، المرضى، والمحتاجين إلى أبسط حقوقهم في العلاج والدواء، بات ساحة لاختبار قدرة المنظمات الإنسانية على الصمود والتأثير. وهنا يأتي دور الهلال الأحمر، الذي يعمل بلا كلل لتقديم الرعاية الطبية والإغاثة العاجلة.  


في كل يوم، يفتح معبر رفح أبوابه لاستقبال من أنهكتهم الحروب وأثقلتهم الجراح. الهلال الأحمر، بفرقه الطبية المدربة وتجهيزاته، يستقبل الجرحى بحفاوة العمل الإنساني، يوفر لهم الرعاية الأولية وينسق نقل الحالات الحرجة إلى المستشفيات المصرية. هذا الدور ليس مجرد واجب إنساني، بل هو رسالة أمل ترسل إلى العالم: هناك من لا يزال يحمل شعلة الرحمة في قلب الظلام.  


على الجانب الآخر من المعبر، يعمل الهلال الأحمر على تسهيل عبور الإمدادات الطبية والغذائية العاجلة إلى داخل قطاع غزة. في ظل حصار خانق ونقص حاد في المستلزمات الطبية، تُعد قوافل الهلال الأحمر بمثابة شريان حياة يوفر الأدوية الأساسية والمعدات التي تنقذ أرواح الآلاف. كما ينسق الهلال الأحمر مع الأطراف المعنية لضمان وصول هذه الإمدادات بأمان وسرعة، رغم التعقيدات اللوجستية والسياسية.  


ولا يقتصر دور الهلال الأحمر على الجوانب الطبية والإغاثية فقط، بل يتعداه إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأسر التي فقدت أحباءها أو تشردت بسبب الحروب. فرق متخصصة تعمل على توفير مساحات آمنة للأطفال ومساعدتهم على التعامل مع الصدمات. هذه الجهود تسلط الضوء على البعد الإنساني الشامل الذي يتبناه الهلال الأحمر، حيث يسعى إلى بناء الأمل وسط الركام.  


ولكن هذا الدور البطولي لا يخلو من التحديات. معبر رفح ليس مجرد ممر حدودي، بل هو نقطة اشتباك بين الاحتياجات الإنسانية والضغوط السياسية. يعمل الهلال الأحمر في ظروف صعبة، حيث يتطلب العمل تنسيقًا عاليًا بين الأطراف المختلفة. ورغم ذلك، يظل الهلال الأحمر مثالًا للصمود والإصرار على تقديم يد العون مهما بلغت الصعوبات.  


الهلال الأحمر على معبر رفح يمثل ما هو أكثر من منظمة إنسانية؛ إنه تجسيد حي لقيم التضامن والرحمة. في كل جريح ينقذ، وفي كل وجبة طعام تُوزع، وفي كل كلمة مواساة تُقال، يرسل الهلال الأحمر رسالة أمل إلى العالم: الإنسانية لا تزال حية.


google-playkhamsatmostaqltradent