«السيسي» زعيم بحجم مصر «درع العروبة».. وفلسطين أمانة لن تضيع
بقلم: حسن سليم
عندما تتحدث مصر، يصمت العالم احترامًا. وعندما يواجه الرئيس عبد الفتاح السيسي أقوى القوى العالمية، يكون صوته ليس مجرد رأي شخصي أو موقف سياسي عابر، بل هو صوت مصر العظيمة، بكبريائها وتاريخها ومبادئها الراسخة. لم يكن مستغربًا أن يطرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حلولًا مشبوهة لمستقبل القضية الفلسطينية، وكأنها مجرد ملف يمكن حله بقرارات فردية من قادة لم يعرفوا يومًا معنى الأرض أو الوطن. لكن جاءت كلمات السيسي كالصاعقة، لتحطم هذه الأوهام، وتبعث برسالة مدوية إلى العالم بأسره: مصر لن تقبل أبدًا أن تكون جزءًا من أي مخطط لتصفية القضية الفلسطينية، ومصر لن تفتح أبوابها لاستقبال الفلسطينيين كلاجئين، لأن الفلسطينيين ليسوا بحاجة إلى أرض بديلة، بل بحاجة إلى استعادة وطنهم المسلوب.
ففي واحدة من أكثر اللحظات الحاسمة في التاريخ الحديث، وقف الرئيس عبد الفتاح السيسي أمام العالم أجمع، ليعلنها واضحة صريحة، دون مواربة أو مجاملة: "لن نقبل بتهجير الفلسطينيين إلى مصر، ولن نكون طرفًا في هذه الجريمة التاريخية التي يسعى البعض لفرضها كأمر واقع".
لم يكن هذا الموقف مجرد كلمات سياسية تقال لامتصاص الغضب الشعبي، بل هو التزام مصري تاريخي، يضعه السيسي فوق أي حسابات سياسية أو ضغوط دولية. فمنذ اللحظة الأولى، أدركت القيادة المصرية أن ما يجري في الأروقة السياسية الغربية ليس إلا مؤامرة مكتملة الأركان، تهدف إلى إجهاض القضية الفلسطينية، وتحويل غزة إلى "مشكلة مصرية"، في حين يستمتع المحتل الإسرائيلي بثمار هذا التهجير القسري.
لقد راهن البعض على أن الضغوط الأمريكية والغربية قد تدفع مصر إلى التساهل أو حتى الصمت أمام هذا المخطط الجهنمي، لكنهم لم يدركوا بعد أن مصر ليست للبيع، وأن السيسي لا يساوم على أمنها القومي، ولا يقبل أن تكون أرضها مأوى لمن يريدون اقتلاع الفلسطينيين من وطنهم.
إن سيناء ليست مجرد أرض مصرية، بل هي رمز للكرامة والتضحية، وقد روتها دماء آلاف الشهداء الذين دافعوا عنها بكل ما يملكون، وهي اليوم خط أحمر لا يمكن تجاوزه. وأي محاولة لاستغلالها كملاذ بديل للفلسطينيين، هي إعلان حرب على السيادة المصرية والشعب المصري بأسره.
ولم يكن موقف القيادة المصرية وحده كافيًا لتوجيه الرسالة بوضوح، بل خرجت الحشود الجماهيرية من مختلف الأطياف ومن جميع المحافظات، متجهة نحو المعبر، في مشهد مهيب يعكس وحدة الصف الوطني، للتعبير عن رفضها القاطع لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين أو تصفية قضيتهم العادلة، مرددة بصوت واحد: "لا لتهجير الفلسطينيين.. لا لتصفية القضية.. سيناء ليست للبيع".
إن الشعب المصري كله يقف اليوم خلف رئيسه وجيشه، رافضًا أي محاولة لفرض حلول ظالمة على الأشقاء الفلسطينيين، مؤكدًا أن الحل الوحيد لهذه القضية العادلة هو إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة الحقوق إلى أصحابها.
لم يكن السيسي بحاجة إلى مزيد من الكلمات ليثبت موقفه، فقد كانت أفعاله أبلغ من أي خطاب، وقراراته أقوى من أي تصريح. لقد أدرك العالم اليوم أن مصر تقف في وجه الطغيان، وتعلنها أمام الجميع أن العدل وحده هو الذي يصنع السلام الحقيقي، وليس المؤامرات التي تستهدف طمس هوية الشعوب وسرقة أوطانها.
واليوم، ينظر الشعب المصري والعربي بكل فخر إلى هذا القائد الذي يحمل راية العزة والكرامة، ويؤكد أن مصر لم ولن تتخلى عن دورها في الدفاع عن حقوق أشقائها، حتى لو وقف العالم كله في الجهة المقابلة.
إن الرسالة التي بعث بها السيسي للعالم أجمع واضحة تمامًا: مصر لن تقبل أن تكون جزءًا من أي مؤامرة، ولن تسمح بأي حل يأتي على حساب أمنها القومي، أو على حساب الشعب الفلسطيني. ومن أراد اختبار إرادة مصر، فلينظر إلى التاريخ، وليتعلم أن هذا الوطن لا يركع.. وهذا الشعب لا يقهر.