إلى السمسار ترامب والسفاح نتنياهو: لمحات من تاريخ انتصارات الجيش المصري على الأعداء عبر آلاف السنين
بقلم - د. معتز صلاح الدين
يؤكد التاريخ دوما أن مصر كانت وستظل بإذن الله مقبرة الغزاة والطامعين والمغامرين الأغبياء ولمن يتناسوا التاريخ أقول هذا بمناسبة المؤامرات الخسيسة التي تحاك ضد مصر من ترامب الذي يبدو كأنه سمسار عالمي أو السفاح ومجرم الحرب نتنياهو وهما لا شك من الأغبياء والحمقى الذين لا يقرأون التاريخ جيدا وخاصة تاريخ أقدم دولة واعظم حضارة، مصر أم الدنيا بحق.
وفي هذا المقال نسترجع تاريخ انتصارات الجيش المصري العظيم حتى نذكر الأعداء وانفسنا بهذا التاريخ المجيد، تعالوا بنا نعود إلى واحد من اقدم واعظم القادة العسكريين في التاريخ ..وبداية بطولات الجيش المصري من 7 آلاف سنة، يذكر التاريخ جيدا البطل أحمس الأول: وهو حاكم مصر ومؤسس الأسرة الثامنة عشرة.
انهي خلال فترة حكمه على غزو الهكسوس وطردهم من منطقة الدلتا واستعادت الدولة سيادتها على جميع أنحاء مصر، أعاد تنظيم إدارة البلاد و فتحت المحاجر والمناجم وطرق جديدة للتجارة وبدأت مشاريع البناء الضخمة من النوع الذي لم يجر منذ ذلك الوقت من عصر الدولة الوسطى، لقد وضع عهد أحمس الأسس لعصر الدولة الحديثة والتي بموجبها وصلت الدولة المصرية إلى ذروتها.
لقد كان البطل أحمس الأول قائد الجيش المصري الذى حارب وهزم الهكسوس بشكل كامل، ويقول التاريخ أن سقنن رع كان أول من بدأ بمهاجمة الهكسوس لمحاربتهم وخروجهم من مصر وقُتل في إحدى معاركه مع الهكسوس ثم استكمل ولده كامس الحرب حتى طهر الصعيد من الهكسوس ثم أحمس الذي طرد الهكسوس خارج البلاد.
لقد حارب البطل احمس بجيوشه عندما كان عمره حوالي 19 سنة واستخدم بعض الأسلحة الحديثة مثل العجلات الحربية وانضم إلى الجيش كثير من شعب طيبة وذهب هو وجيوشه إلى أواريس (صان الحجرحاليا) عاصمة الهكسوس وهزمهم هناك ثم لاحقهم إلى فلسطين وحاصرهم في حصن شاروهين وفتت شملهم هناك حتى استسلموا ولم يظهر الهكسوس بعدها في التاريخ، هذه هي مصر وهذا هو جيش مصر العظيم، لم يهزم الهكسوس فقط بل قام بمحوهم من التاريخ.
لقد قام احمس بتطوير الجيش المصري فكان أول من ادخل عليه العجلات الحربية "والتي كان يستخدمها الهكسوس وهي سبب تغلب الهكسوس على مصر" وكان يجرها الخيول وطور كذلك من الأسلحة الحربية باستخدام النبال المزودة بقطعة حديد على الأسهم ثم بدأ بمحاربة الهكسوس بدءا من صعيد مصر والتف حوله الشعب فقام بتدريبهم بكفاءة حتى أصبحوا محاربين أقوياء ومهرة.
وظل يحارب الهكسوس من صعيد مصر حتى وصل إلى عاصمة مصر آنذاك التي أقامها الهكسوس بجوار مدينة الزقازيق الحالية وظل يحاربهم حتى فروا إلى شمال الدلتا وهو خلفهم إلى حيث فروا إلى سيناء ثم إلى فلسطين ولم يرجع احمس إلا بعد أن اطمئن على حدود مصر الشرقية أنها امنه منهم ومن هجماتهم بعد القضاء عليهم وعقب طرد الهكسوس وصل أحمس بجيشه إلى بلاد فينيقيا.
وعقب انتهاء احمس من حروبه لطرد الأعداء وتأمينه لحدود مصر وجه اهتمامه إلى الشئون الداخلية التي كانت متدهورة خلال فترة احتلال الهكسوس، فأصلح نظام الضرائب وأعاد فتح الطرق التجارية وأصلح القنوات المائية ونظام الري، كما قام بإعادة بناء المعابد التي تحطمت واتخذ من طيبة عاصمة له، وكان آمون هو المعبود الرسمي في عصره، واستمر حكم أحمس مدة ربع قرن وتوفى وعمره تقريبا 35 عاما.
ويقف التاريخ كثيرا عند معركة «مجدو» عام 1468 قبل الميلاد إنها واحدة من أشهر المعارك التي خاضها الجيش المصري وكانت ضد القادشيين الذين استولوا على «مجدو» وهي (تل المسلم حاليًا وتقع شمال فلسطين) وفيها باغت الجيش المصري العدو بعد أن سلك طريقًا صعبًا غير مباشر لم يتوقعه العدو بأمر من الملك تحتمس الثالث والذي يعد واحدًا من أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر.
وخلال هذه المعركة كاد الجيش المصري أن ينهزم رغم انتصاره في أول المعركة بسبب انشغال الجنود بالاستيلاء على الغنيمة وعدم متابعتهم للعدو للقضاء على فلوله، ولكن أعاد تحتمس الثالث تنظيم الجيش وحاصر «مجدو» لينتصر في النهاية وليعيد هيبة مصر في فلسطين ويسترجع شمالها الذي كان قد خرج عن النفوذ المصري.
ويتوقف التاريخ أيضا عند معركة «قادش» 1285 قبل الميلاد حيث حارب المصريون من أجل السلام، وهي كانت معركة شرسة دارت بين الجيش المصري بقيادة الملك رمسيس الثاني والحيثيين بقيادة «موتلي» على أرض قادش (في سوريا) بعد أن استغل الأخير انشغال الدولة المصرية بالقضاء على بعض الاضطرابات في النوبة واستمال إلى جانبه بعض حكام الولايات المعاديين لمصر والراغبين في الاستقلال والخروج عن سيطرة الدولة المصرية.
فأعد رمسيس الثاني جيشًا قوامه 20 ألف مقاتل والتقى الجيشان في مدينة قادش وانتصر الجيش المصري ولكن بعد فترة عاد الحيثيون وأثاروا القلاقل ضد مصر فحاربهم رمسيس واستمرت الحرب 15 عامًا حتى طلب ملك الحيثيين الصلح وتم توقيع معاهدة سلام بين الطرفين، ولا يمكن أن ننسى معركة حطين عام 1187ميلادية وهي إحدى أعظم المعارك التاريخية التي خاضها جيش المسلمين وتحت لوائه جيش مصر بقيادة صلاح الدين الأيوبي ضد الصليبين.
وذلك بعد نقض رينالد شاتيون أحد قادة الصليبيين الهدنة التي عقدها ملك بيت المقدس بلدوين مع صلاح الدين وهاجم قافلة تابعة للمسلمين ورفضه تسليم الأسرى وقتل بعضهم ليدعو بعدها صلاح الدين المسلمين في كل بقاع البلاد الإسلامية إلى الجهاد ضد الصليبيين وقاد أكبر جيش من المسلمين وهو ما دفع ملك بيت المقدس، جي دي لويزينيان، الذي تولى الحكم بعد وفاة بلدوين للخروج على رأس جيش جرار لملاقاته.
ودارت معركة ضارية بين الطرفين على أرض حطين قتل فيها عدد مهول من الصليبيين الذين كانوا يعانون من العطش بعد أن قطع عنهم المسلمون طريق الوصول إلى المياه كما أسر عدد كبير منهم أيضًا لدرجة دفعت ابن الأثير إلى القول بأن ساحة الحرب «ظلت مرتعاً للطيور الجارحة لمدة سنة فكان من يري القتلي لا يظن أنهم أسروا أحداً، ومن يري الأسري لا يظن أنهم قتلوا أحداً».
ويقف التاريخ أيضا عند معركة عين جالوت 1260م حيث أعاد الجيش المصري لدولة الخلافة الإسلامية هيبتها الضائعة: هي معركة من أشرس المعارك التي شهدها التاريخ درات بين جيش المسلمين والذي كان التعداد الأكبر فيه للجيش المصري وبقيادة ملك مصر سيف الدين قطز وبين المغول أو التتار على أرض عين جالوت بفلسطين، وذلك بعد أن رفض ملك مصر التسليم للتتار والخضوع لرغباتهم وقتل رسلهم وعلق رؤوسهم على باب زويلة.
ودارت معركة ضارية بين الجيشين استدرج خلالها جيش المسلمين جيش التتار إلى سهل عين جالوت بعد أن قام بعض الجنود بقيادة بيبرس بالتظاهر بالانهزام ببراعة ليدخل كتبغا وجيشه بالكامل دون أن يترك أي من قواته الاحتياطية خارج السهل لتأمين خروجه حال الانهزام لتلتف من ورائه الكتائب والقوات الإسلامية وتحاصره ويحتدم القتال بين الطرفين ويُقتل كتبغا قائد التتار وينتصر المسلمون في النهاية بعد أن كادوا أن يهلكوا من قوة التتار وعددهم المهول ومن يومها تخلص العالم كله من التتار الذين ارعبوا العالم كله وكانت نهايتهم على يد مصر.
ولا ننسى أيضا معركة المورة باليونان 1824 م، وهي حرب خاضها الجيش المصري في اليونان بناءً على أوامر السلطان العثماني الذي أمر محمد على بالتوجه بجيشه إلى اليونان لإخماد الثورة التي اندلعت بها ضد العثمانيين بعد فشل خورشيد باشا في السيطرة عليها، وفي منتصف يوليو من العام 1824 أقلع الجيش المصري من الإسكندرية تحت قيادة القائد العظيم إبراهيم باشا في طريق إلى «رودس» حيث تقابل مع الجيش العثماني ودخلا في معارك شرسة مع جيوش بلاد المورة وأعادوها إلى سيطرة الدولة العثمانية.
معركة عكا 1831م، أعظم الحصون تفتح أبوابها أمام الجيش المصري، كانت معركة دارت بين الجيش المصري والحامية العسكرية لمدينة عكا والتي كان قوامها حوالي 6000 مقاتل بقيادة ضباط أوروبيين ورغم حصار المصريين لها إلا أن أسوارها المنيعة جعلتها تقاوم مقاومة كبيرة فقام الجيش المصري بإمطارها بعدد كبير من القذائف بلغ عددها حوالي 50 ألف قنبلة وحوالي 203.000 قذيفة ليقتحم بعدها المصريون الأسوار.
وتدور معركة ضارية بين الطرفين انتصر فيها المصريون وأسروا فيها والي عكا وتكبد الطرفان في هذه المعركة خسائر فادحة حيث فقد الجيش المصري 4500 قتيل وخسرت حامية عكا 5600 قتيل، وكان هذا النصر من أحد أعظم الانتصارات التي حققها الجيش المصري لأن عكا استعصى فتحها على أعظم القادة العسكريين في التاريخ وهو نابليون بونابرت في وقت سابق.
ونتوقف أيضا عند معركة قونية 1832م :الجيش المصري على أعتاب الآستانة بعد أن حقق الجيش المصري بقيادة إبراهيم باشا ابن محمد على حاكم مصر العديد من الانتصارات على الجيش العثماني في أكثر من معركة منها معركة حمص في يوليو 1832 ومعركة بيلان في 30 يوليو 1832 واستولى على سوريا وبدأ يزحف على الأناضول، قام رشيد باشا بإعداد جيش عثماني كبير لقتال إبراهيم باشا الذي بات يهدد الدولة الإسلامية.
والتقى الجمعان في قونية ودارت معركة عنيفة انتهت بهزيمة الجيش التركي بعد قتال دام 7 ساعات، وكانت خسارة المصري حوالي 262 قتيلًا و530 جريحًا، أما الجيش التركي فقد أسر قائده رشيد باشا مع 5000 من قواته بينهم عدد كبير من الضباط والقواد وتم قتل حوالي 3000 من الجيش التركي، وكانت معركة قونية من المعارك الفاصلة في حروب مصر لأنها فتحت أمام الجيش المصري طريق الآستانة حيث أصبح على مسيرة 6 أيام من البسفور، وكان الطريق خاليا أمامه.
معركة نصيبين 1839م: عندما لقن الجيش المصري نظيره العثماني درس النهاية معركة دارت بين الجيشين المصري بقيادة إبراهيم باشا والعثماني بقيادة فريق من الضباط الألمان وعلى رأسهم القائد الشهير، فون مولتك، في «نصيبين» وكان قوام الجيش العثماني آنذاك 38 ألف مقاتل بينما كان تعداد الجيش المصري حوالي 40 ألف مقاتل.
ودار بين الطرفين قتال ضاري بدأ بنيران المدفعية من الجانبين وانتهى بانتصار الجيش المصري واستولى المصريون على جميع أسلحة الجيش العثماني الذي فر جنوده بعد الهزيمة وبلغت خسائر الأتراك نحو 4500 قتيل وجريح ومن 12-15 ألف أسير، كما ترك الجيش العثماني خزينته وبها نحو 6 ملايين فرنك، أما خسائر الجيش المصري فبلغت نحو 3000 ما بين قتيل وجريح.
أخيرا: انتصار الجيش المصري في حرب أكتوبر العظيمة عام 1973 على إسرائيل وكذلك الجيش السوري ومشاركة اغلب الدول العربية بقوات رمزية في القتال ضد إسرائيل وهزيمتها في معركة ما زالت تدرس في الأكاديميات العسكرية في العالم كله، لقد كانت انتصارات عظيمة خاصة أن أغلبها خارج الحدود المصرية أي أن الجيش المصري.
في تلك المعارك قطع آلاف الكيلومترات ليذهب إلى مواقع القتال ويهزمهم رغم تعب وإرهاق وقسوة السفر، لكنه الجيش المصري يا سادة، هذه هي مصر، مقبرة الغزاة والطامعين والمغامرين، مصر التي انتصرت في اغلب معاركها عبر التاريخ، مصر مقبرة الغزاة ومن يقف وراءهم، مصر لن يهزمها أي مؤامرات من أي نوع وستظل مصر دوما في رباط إلى يوم الدين، تحيا مصر عظيمة شامخة بين الأمم.
*كاتب المقال: كاتب صحفي ومستشار إعلامي ورئيس حركة صوت مصر في الخارج
(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(2)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(2)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1).jpg)
(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(2)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(2)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1)(1).jpg)