القضاء على أسطورة الرعب.. تفاصيل تصفية «خط الصعيد الجديد» وأسلحته المهربة
في عملية أمنية نوعية، أنهت وزارة الداخلية أسطورة الرعب في صعيد مصر، بعد تصفية محمد محسوب إبراهيم، المعروف بـ«خط الصعيد الجديد»، داخل معقله بقرية العفادرة بمركز ساحل سليم في محافظة أسيوط. العملية كشفت عن ترسانة أسلحة ثقيلة بحوزة البؤرة الإجرامية، التي استغلت التضاريس الوعرة لممارسة نشاطها الإجرامي وفرض سطوتها على الأهالي.
بداية الخيط.. رصد بؤرة شديدة الخطورة
كشفت التحريات الأمنية أن محسوب، المحكوم عليه بالسجن لمدة 191 عامًا، كوّن مع 7 آخرين بؤرة إجرامية مسلحة، تخصصت في تجارة المخدرات، ترويع المواطنين، وارتكاب جرائم القتل والسرقة بالإكراه. المجموعة كانت تحتمي في المناطق الجبلية، وتتحرك بحذر داخل قرية العفادرة، حيث قامت ببناء تحصينات وخنادق حول مقرها، استعدادًا لأي مواجهة مع الأجهزة الأمنية.
المواجهة الحاسمة.. قنابل وأسلحة ثقيلة في قلب المعركة
بتنسيق أمني عالي المستوى، داهمت القوات الخاصة موقع البؤرة، لكن المسلحين بادروا بإطلاق نيران كثيفة من أسلحة ثقيلة، شملت مدافع جرينوف وقذائف آر بي جي، إلى جانب تفجير أسطوانات غاز لعرقلة تقدم القوات. وبعد اشتباكات عنيفة، نجحت القوات في القضاء على جميع أفراد التشكيل، فيما أصيب ضابط شرطة خلال العملية.
ترسانة الموت.. أسلحة غير تقليدية في أيدي المجرمين
عقب انتهاء المواجهة، أسفرت عمليات التمشيط عن ضبط كمية ضخمة من الأسلحة والذخائر، شملت:
- قذائف آر بي جي، القادرة على تدمير المركبات المدرعة والتحصينات.
- رشاشات جرينوف، التي تمتاز بمعدل إطلاق نيران مرتفع وتأثير مدمر.
- قنابل يدوية من طراز F1، المعروفة بقدرتها الانشطارية القاتلة.
- 73 بندقية آلية، و11 بندقية خرطوش، و62 فرد محلي الصنع.
- مئات الطلقات النارية مختلفة الأعيرة، إلى جانب كميات كبيرة من المخدرات.
خبير أمني: السلاح مُهرب لدعم النشاط الإجرامي
أكد اللواء مدحت المنشاوي، مساعد وزير الداخلية للأمن المركزي الأسبق، أن هذه الأسلحة دخلت البلاد عبر طرق التهريب، مشيرًا إلى أن الجماعات الإجرامية تسعى دائمًا إلى تعزيز قوتها باستخدام أسلحة ثقيلة تمكنها من التصدي للقوات الأمنية. وأضاف أن «قنابل F1» هي أخطر الأسلحة المضبوطة، حيث تتميز بشظايا مدمرة تنتشر في نطاق واسع، ما يجعلها أداة قاتلة في المواجهات المسلحة.
رسالة حاسمة.. الدولة تفرض سيادة القانون
القضاء على «خط الصعيد الجديد» يبعث برسالة قوية أن الدولة لا تتهاون مع أي بؤر إجرامية تسعى لفرض واقع موازٍ خارج إطار القانون، وأن يد العدالة ستطال كل من تسوّل له نفسه تهديد أمن المواطنين.