الشاعر إبراهيم العساسي وقصيدة "وتسألين"
عرض. طارق أبو حطب
يحفل ديوان الشعر العربي الحديث بءصوات شعرية يمكنها أن تتسلل إلى شغاف أعماق القلوب دون عناء، وحينئذ تنشأ وحدة من نوع خاص تتكامل مع إيقاعها معزوفات متناغمة من سيمفونيات الإبداع
ومن ديوان الشعر العربي يأتينا صوت الشاعر المتفرد الأديب "إبراهيم هلال العساسي"
ونحن نطالع قصيدته " وتسألين'نجده يبحر بنا فيها عبر أغوار سحيقة من الحنين الموجع المفعم بالأسئلة الهامسة
وندعك- أيها القارئ الكريم- لتنعم لحظاتك بمطالعة السيمفونية الشعرية الرقراقة
حتى يحين الوقت لنتناولها معا بحثا ودراسة ونقدا
قصيدة "وتسألين" للشاعر الكبير إبراهيم هلال العساسي
وتسألين..
وتسألين يا حبيبتي بلا كلام..
عن أمنياتنا في عامنا الجديد..
عن كل ما نبغي وما نهوي وما يرام..
تسألين، ياحبيبتي،
بلاكلام .
تستنطقين الصمت
في أعماقيَ الممزقه
وتذهبين بي إلى بعيد
لعلني أعود..
بقصةٍ ملفقه..
عن عالمٍ رحبٍ بلاقيود..
عن عالمٍ رحبٍ
بلا حدود..
يحقق الأحلام..
يبعث الثقه.
حبيبتي..
ما أصعب الكلام،
حينما يجيء من
حروف محرقه.
حبيبتي..
أيامنا تسير كل عامٍ
بانتظام..
نغفوا ونصحوا..
ونملأ الأحشاء بالطعام..
ونعبر الطريق
ننثني وننحني
ولا نمل..
نسير كيفما نرى..
وكيفما يُرى..
وكيفما اتّفِق.
نسير كل عام بانتظام، والسلام
للخلف، لليمين، لليسار.. للأمام.
لم نزرع الآمال..
لم ننزعها..
لم نقطف الثمر..
ولا نحن سئمنا..
ولا أصابنا الضجر
ولاطوتنا لحظة الزحام.
في دربنا زرعنا
مااستطعنا من شجر
كي نستظل..
في ليلنا سهرنا
وحلمنا بالقمر..
لعلّه يهل..
حتى إذا جاء القمر
لم ننبهر..
فعلى الأثر..
جاء السحاب..
لكننا لم نرتو..
لم يغمر الأرض المطر
فلننتظر..
فلننتظر..
