الدقهلية تودع أحد رموزها البرلمانية.. تشييع جثمان النائب ثروت فتح الباب في جنازة مهيبة
في مشهد امتزجت فيه الدموع بالدعاء، ودّعت محافظة الدقهلية اليوم، أحد أبرز وجوه العمل النيابي والوطني، النائب ثروت فتح الباب، عضو مجلس الشيوخ وأمين الشؤون البرلمانية بحزب مستقبل وطن، الذي وافته المنية إثر أزمة صحية مفاجئة باغتته أثناء قيادته سيارته، لتخطفه يد القدر في لحظة صمت أذهلت الجميع.
بخطى حزينة وقلوب يعتصرها الألم، شيّع المئات من أهالي قرية الدراكسة التابعة لمركز منية النصر، الجثمان الطاهر للنائب الراحل بعد أداء صلاة الجنازة عقب صلاة العصر بالمسجد الكبير بالقرية، وسط مشاعر الحزن التي خيمت على وجوه الحضور، وانهيار أسرته وذويه أمام وداع بدا مؤلمًا بكل تفاصيله.
الجنازة التي شارك فيها قيادات حزبية ونواب من مجلسي الشيوخ والنواب، يتقدمهم محمود إسماعيل عتمان الأمين العام لمجلس الشيوخ، كانت شاهدة على حجم المحبة والاحترام الذي حظي به الفقيد في حياته، وحجم الحزن الذي خلّفه رحيله في نفوس الجميع.
ثروت فتح الباب، الذي كان حاضرًا دومًا بصوته الهادئ ومداخلاته الرصينة، سقط فجأة إثر نزيف داخلي في المخ تعرض له أثناء حادث سير، نقل على إثره في حالة حرجة إلى مستشفى الطوارئ بالمنصورة، حيث خضع للعناية المركزة على أمل النجاة، لكن القدر قال كلمته، وأُسدل الستار على حياة قامة برلمانية وإنسانية كان لها أثرها في نفوس المواطنين.
كلمات النعي جاءت مؤثرة من اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، الذي وصف الراحل بأنه رمز من رموز العطاء والإخلاص في العمل العام، رجل عاش محبًا لوطنه، مدافعًا عن حقوق أبناء دائرته، متفانيًا في خدمة قضايا الناس، تاركًا خلفه إرثًا من الإنسانية والعمل الخيري والسيرة الطيبة.
وأكد المحافظ أن فقدان النائب ثروت فتح الباب ليس خسارة لعائلته ومحبيه فحسب، بل خسارة كبيرة للمحافظة بأكملها، مشيرًا إلى أن ابتسامته المعهودة وأخلاقه الرفيعة ستظل محفورة في الذاكرة، ودعا الله أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يجعل ما قدمه في خدمة الوطن والمواطنين في ميزان حسناته.
وفي أروقة السياسة والدواوين الحكومية، خيّم الحزن على زملائه من النواب والمسؤولين، الذين رأوا فيه رجلًا نزيهًا، مخلصًا في تمثيل الشعب، وناقلًا أمينًا لصوت المواطنين تحت قبة البرلمان، مؤمنًا بأن السياسة لا تنفصل عن الأخلاق والضمير.
رحل ثروت فتح الباب، لكن ذكراه ستظل حاضرة في كل بيت أحسن إليه، وكل صاحب مظلمة وقف معه، وكل مشروع دعم تحقيقه، ستتردد سيرته في الميادين التي عرفته فارسًا للكلمة وناصرًا للحق، وستحفظه ذاكرة الدقهلية رجلًا عاش كريمًا ومات مكرّمًا.
رحم الله النائب ثروت فتح الباب، وأسكنه فسيح جناته، وألهم أسرته ومحبيه الصبر والسلوان.
