أسيوط تكتب بالإنجاز سطور الأمل.. تقرير صحفي شامل عن أداء فرع تعليم الكبار خلال عام
كتب - حسن سليم
تكتب محافظة أسيوط فصلًا جديدًا من فصول التميز والإرادة، عبر مسيرة مشرقة لفرع الهيئة العامة لتعليم الكبار، الذي أثبت أنه قادر على تحويل التحديات إلى فرص، والطموحات إلى واقعٍ ملموس. ففي عامٍ اتسم بالعمل الجاد، وتكثيف الجهود، وتوسيع الشراكات، خطّ فرع أسيوط سطور إنجاز تستحق أن تُسجَّل بحروف من نور في سجل التنمية الوطنية.
ما تحقق من إنجازات لم يكن ليتحقق لولا الدعم المتواصل من الأستاذ الدكتور عيد عبد الواحد، رئيس الجهاز التنفيذي للهيئة العامة لتعليم الكبار، والرؤية المتزنة والقيادة النشطة للأستاذ نادي إبراهيم عبد العال، مدير عام فرع أسيوط، الذي قاد فريق العمل بحكمة واقتدار، مستثمرًا كل الطاقات، ومدفوعًا بإيمان عميق بدور التعليم في بناء الإنسان والمجتمع.
وسجل فرع أسيوط خلال العام التدريبي أرقامًا قياسية، وضعت المحافظة في مقدمة الفروع على مستوى الجمهورية، إذ بلغ:
- عدد الفصول المفتوحة: 8594 فصلًا
- عدد الحاضرين في الفصول: 40832 دارسًا
- عدد الناجحين: 38625 دارسًا
- نسبة النجاح العامة: 94.64%
وتُعد هذه الأرقام شهادة حية على الجهد المتواصل للميسرين والمشرفين والعاملين، وتعكس تنظيمًا محكمًا ورؤية واضحة.
وبرزت جامعة أسيوط كمكوّن رئيس في هذا النجاح، حيث استقبلت الجامعة وفدًا رسميًا من الهيئة برئاسة الأستاذ نادي عبد العال، وتم خلال الزيارة تكريم الأستاذ الدكتور أحمد المنشاوي، رئيس الجامعة، تقديرًا للدور الفعال للمؤسسة الجامعية في دعم جهود محو الأمية.
كما توسعت الشراكات مع كلية التربية النوعية، وكلية الخدمة الاجتماعية، وكلية التربية، وكلية الطفولة المبكرة، وكلية الآداب، وكلية التجارة، وكلية التمريض، من خلال فعاليات تدريبية وتوعوية هدفت إلى إشراك الطلاب بفعالية في المشروع القومي لمحو الأمية.
وحرص الفرع على بناء قدرات فريقه والعاملين معه، من خلال برامج تدريبية استهدفت:
- الميسرين الجدد
- الطلاب المشاركين في المشروع
- القيادات الوسيطة
وتركز التدريب على مهارات التدريس التفاعلي، وطرق جذب الدارسين، وإدارة التحديات الميدانية بفاعلية.
وفي مشهد إنساني رائع، تجسد الالتزام الحقيقي بمبدأ تكافؤ الفرص، حيث بادر فريق الفرع بالوصول إلى ذوي الهمم في أماكن إقامتهم ومؤسساتهم، مقدمين الدعم الكامل لهم في عمليات الاستكتاب والاختبارات، ثم تسليم الشهادات إليهم في مواقعهم بعد النجاح، في لفتة إنسانية عززت الثقة بالنفس وأعادت رسم الابتسامة على الوجوه.
ويواصل الفرع التنسيق مع الجمعيات والمؤسسات ذات الصلة لضمان تقديم خدمات تعليمية مستمرة لهذه الفئة، تأكيدًا بأن تمكينهم هو رافعة للتنمية المجتمعية ككل.
وضمن جهوده لتكريس التكامل مع المجتمع، عقد الفرع اجتماعًا موسعًا بمقر حزب مستقبل وطن بمركز الفتح، بحضور لجنة المتابعة من ديوان عام الهيئة، لبحث مستجدات الاستعدادات لدورة يناير 2025، وتنسيق الرؤى حول تعزيز معدلات الإنجاز وتحقيق الأهداف المشتركة.
وفي مبادرة لتعزيز التكامل بين فروع الهيئة، استقبل فرع أسيوط السيد شادي رزق، مدير فرع المنيا، حيث شهد زيارة ميدانية إلى كلية الخدمة الاجتماعية، ولقاءات ناقشت تبادل التجارب الناجحة، وطرق تفعيل آليات التشبيك المؤسسي بين الفروع.
وبهدف التصدي للتحديات المجتمعية الكبرى، نظم فرع الهيئة بأسيوط قوافل إعلامية شملت مختلف مراكز المحافظة، تناولت موضوعات مهمة مثل:
- أخطار الزيادة السكانية
- التصدي للشائعات الإلكترونية
وتضمنت القوافل ورش عمل ومحاضرات توعوية، وندوات موجهة لفئات متعددة، شملت الشباب والنساء وكبار السن، لتعزيز قدرة المجتمع على التمييز بين الحقيقة والتضليل، وترسيخ ثقافة المسؤولية الجماعية.
كما استُخدمت وسائل التواصل الاجتماعي بنشاط لبث رسائل الحملة، ما وسّع نطاق الوصول والتأثير، وأحدث حالة من التفاعل المجتمعي اللافت، أشاد بها الأهالي في مختلف المراكز.
ومع انتهاء عام حافل، يخطو فرع أسيوط بثقة نحو المستقبل، واضعًا نصب عينيه جملة من التوصيات لتطوير الأداء:
- زيادة التنسيق مع الجامعات لدمج محو الأمية ضمن الأنشطة الجامعية.
- إطلاق مبادرات مجتمعية مبتكرة لجذب الدارسين.
- الاستثمار في التحول الرقمي لتسهيل الإجراءات ومتابعة الأداء.
جدير بالذكر أن تجربة فرع أسيوط لتعليم الكبار هي قصة ملهمة عن كيف يمكن للإرادة والعلم والشراكة المجتمعية أن تصنع فرقًا حقيقيًا في حياة الناس، وتشق طريقًا نحو مجتمع أكثر وعيًا وأقل أمية. إنه مثال حي على أن الأمل لا يُكتب بالكلمات فقط، بل بالأفعال والمواقف والعمل الدؤوب.





