مدينة بدر تُنصف الحكايات الصامتة.. تكريم مؤثر لأمهات قدّمن العمر حبًا
كتب - أحمد الطهطاوي
في صباح مختلف عن سائر الأيام، امتلأت القاعة الكبرى في مجلس مدينة بدر بنبضٍ إنساني خالص، حيث لم تكن المناسبة احتفالًا اعتياديًا، بل لحظة وفاء وعرفان من المجتمع لمن كنّ دومًا في ظلهن يمنحن بلا حدود.
هنا اجتمع مجلس أمناء المدينة، بصحبة قيادات مجتمعية وأهالٍ، من أجل الاحتفاء بصاحبات الدور الأعظم.. الأمهات المثاليات من سكان بدر.
المناسبة كانت تكريمًا رسميًا للأمهات، نظّمه المجلس اليوم الخميس 8 مايو 2025، انطلاقًا من إيمانه العميق بأن الأم المصرية هي حجر الأساس في ترسيخ القيم، وبأنها منبع العطاء اللامحدود في تربية الأجيال وتحمل المسؤوليات الجسام.
وسط الأحاديث والابتسامات المختلطة بدموع التقدير، بدأت مراسم الحفل، بحضور السيد أيمن جمعة رئيس مجلس الأمناء، والمهندس شريف جبر وكيل المجلس عن السكان، والحاج أسامة حجاب، رئيس اللجنة التنفيذية بالمجلس، والدكتورة نيفين شندي عضو مجلس الأمناء وممثلة عن مستثمري المدينة، إلى جانب باقي أعضاء المجلس وعدد من الأمهات المشاركات في المسابقة التي نظّمها المجلس لاختيار نماذج مشرفة من الأمهات بالمدينة.
ولأن العطاء لا يُقابل إلا بعطاء، شهدت الفعالية لحظة مؤثرة عندما أُجريت قرعة علنية لاختيار عشر أمهات من بين الحاضرات، ليفزن برحلة عمرة شاملة التكاليف، في بث مباشر حرص المجلس على أن يكون شفافًا ونزيهًا، مستندًا إلى معايير التفاني والالتزام والعطاء الأسري والإنساني.
لم تقف اللفتة عند هذا الحد، فقد أعلن المجلس أيضًا تقديم مبلغ مالي لتغطية تكاليف استخراج جوازات السفر لجميع الفائزات، في خطوة تهدف إلى تسهيل إجراءات السفر وضمان راحة الأمهات.
أما من لم يحالفهن الحظ في الفوز بالعمرة، فلم يخرجن من القاعة خاليات الوفاض؛ إذ قرر المجلس منح كل واحدة منهن جائزة مالية رمزية قدرها ألفا جنيه، في تقدير رمزي لكل قصة كفاح، ولكل أم كانت ولا تزال النعمة الكبرى التي أنعم الله بها على المجتمع.
وحرص المجلس على التأكيد أن هذه المبادرة لم تكن حدثًا عابرًا، بل جزء من استراتيجية أوسع لترسيخ التقدير المجتمعي لدور المرأة، وتعزيز مشاركتها في استقرار المجتمع ونموه. كما أُعلن أن رحلة العمرة ستُنظم عقب انتهاء موسم الحج مباشرة، بعد التنسيق الكامل مع الجهات المعنية، بما يضمن توفير سبل الراحة والرعاية للمكرّمات.
رئيس المجلس شدد في كلمته على أن هذا النوع من التكريم لا يُعد احتفالًا رمزيًا فقط، بل يعكس سياسة ثابتة في تمكين المرأة والاعتراف بدورها التنموي، مشيرًا إلى أن الفعاليات المجتمعية التي يتبناها المجلس تأتي ضمن رؤية أشمل لمدينة بدر، تقوم على قيم التماسك والتكافل والانتماء.
وفي ختام اليوم، لم يكن أحد يغادر القاعة دون أن يحمل في قلبه مشهدًا لن يُنسى: أم تُمسك دعوة العمرة وتبكي، وأخرى تنظر إلى مكافأتها المالية وكأنها اعتراف متأخر بعقود من البذل، وثالثة تهمس لصديقتها: "قالوا شكرًا.. وكفاية الكلمة دي".
وبين دموع الفرح وابتسامات الرضا، بقيت مدينة بدر هذا اليوم شاهدًا حيًا على مجتمع لا ينسى جميل أمهاته.
