التحرش آفة العصر
بقلم: وفاء العش
انتشرت ظاهرة التحرش في الآونة الأخيرة بشكل ملحوظ في العديد من المجتمعات، حيث تشير العديد من الإحصائيات إلى أن نسبة التحرش الجنسي، وخاصة ضد الأطفال، قد ارتفعت بنسبة ٨٠٪ عن السابق.
هنا، يجب أن نُدق ناقوس الخطر حول هذه الآفة المجتمعية التي تتفشى بشكل غير مسبوق.
لذلك، من الضروري أولاً عرض الأسباب التي تؤدي إلى ظهور هذه الظواهر السلبية التي تؤثر على المجتمعات.
التحرش، الذي نعرفه ويُتداول بيننا، هو تحرش شاب بفتاة أو رجل بامرأة. ومن أبرز أسباب هذه الظاهرة انتشار البطالة بين الشباب، وغياب الوازع الديني والأخلاقي، بالإضافة إلى غياب الرقابة الأسرية. كما لا يمكننا إغفال تأثيرات الغرب في الملبس والعادات، وكذلك التأثير السلبي للإنترنت والانفتاح على العالم، حيث أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي أكثر تأثيرًا على الجيل الجديد من الآباء والمدارس والجامعات، نظرًا للوقت الطويل الذي يقضيه أطفالنا أمام السوشيال ميديا.
لكن ما أصبح يثير القلق والتساؤل بإلحاح هو: لماذا ازدادت نسبة التحرش بالأطفال؟
ماذا في الطفل أو الطفلة يثير هذه الغريزة؟ لم أتمكن من إيجاد جواب مقنع لهذه الأسئلة سوى غياب الوازع الديني، والابتعاد عن القيم الأخلاقية التي تربينا عليها في مجتمعنا.
كان من المعتاد في الماضي أن يكون الكبير هو مصدر الأمان والحماية للصغير، سواء كان الأب أو المعلم أو الأقارب. أما الآن، فقد أصبح الوضع مغايرًا، حيث أصبحنا نرى الأم تخشى على أطفالها من الأب، والمعلم، وحتى من الخال أو العم. لقد أصبح ما نحن فيه عارًا على مجتمعنا.
لذلك، يجب أن نتوقف عن إلقاء اللوم الكامل في هذه الجريمة على الضحية وكأنها المسؤولة الوحيدة عن التحريض للاعتداء عليها.
قامت الدولة حاليًا بتشديد العقوبات على كل من تسول له نفسه الاعتداء على طفل أو فتاة بالتحرش الجنسي الفاضح.
ولكن، من الضروري أيضًا تكثيف حملات التوعية واستغلال وسائل التواصل الاجتماعي للتوعية بهذه الظاهرة وكيفية علاجها والحد منها. كما يجب تعزيز الحوار بين الأم وأطفالها حول ضرورة توخي الحذر في التعامل مع الآخرين، وتشجيعهم على إخبار الأهل دون تردد أو خوف بأي محاولة اعتداء عليهم.
وللحديث بقية لتناول هذه الظاهرة الخطيرة بشكل أوضح وأشمل.
حفظ الله أولادنا وبناتنا أجمعين.
