طرابلس تشتعل.. مقتل آمر جهاز الدعم والاستقرار وإخلاء مطار معيتيقة وسط تصاعد التوترات
تصاعدت وتيرة التوتر في العاصمة الليبية طرابلس بعد الإعلان عن مقتل عبد الغني الككلي آمر جهاز الدعم والاستقرار في واحدة من أكثر التطورات الأمنية حساسية منذ شهور. مصادر عسكرية أكدت الحادث الذي تزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة في منطقة صلاح الدين استخدمت فيها الأسلحة الثقيلة بين قوات تابعة للواء 444 وقوات من جهاز الدعم والاستقرار.
الأزمة الأمنية المتفاقمة دفعت السلطات إلى اتخاذ إجراءات عاجلة كان أبرزها إخلاء مطار معيتيقة الدولي وتحويل حركة الطيران إلى مطار مصراتة في خطوة احترازية تعكس حجم التهديدات القائمة. ومع احتدام المواجهات، أعلنت جامعة طرابلس وقف الدراسة والامتحانات والأنشطة الإدارية بكافة الكليات والمقرات إلى أجل غير مسمى حرصًا على سلامة الطلاب والعاملين.
وزارة الداخلية بحكومة الوحدة دعت سكان العاصمة إلى التزام منازلهم وعدم مغادرتها في ظل حالة الاستنفار الأمني، بينما أعلن جهاز الإسعاف والطوارئ رفع حالة التأهب القصوى مع تعزيز التمركزات في مناطق متعددة تحسبًا لأي طارئ.
على الأرض، تسود حالة من الترقب وسط تحركات عسكرية متبادلة، حيث تتجه أرتال من القوة الأمنية المشتركة القادمة من مصراتة نحو العاصمة بالتزامن مع تحشيدات مكثفة لقوات جهاز الدعم والاستقرار داخل طرابلس. شهود عيان أفادوا بسماع أصوات إطلاق نار متقطع في عدد من الأحياء وسط انتشار مكثف للعناصر المسلحة ونقاط التفتيش.
التطورات الأخيرة تأتي بعد إعلان عدد من الكتائب في مصراتة حالة النفير العام من بينها كتيبة حطين التي دعت إلى اجتماع طارئ صباح الاثنين، كما تم رصد إغلاق مفاجئ لمقر جهاز الدعم والاستقرار في مصراتة ما يطرح تساؤلات حول مستقبل التوازنات العسكرية بين الأطراف الفاعلة في الغرب الليبي.
المشهد في طرابلس يعكس هشاشة الوضع الأمني وغياب مظلة موحدة للقرار، وسط مخاوف متصاعدة من انزلاق العاصمة إلى جولة جديدة من الصراع المسلح قد تكون نتائجها أكثر تعقيدًا مما شهدته ليبيا في السنوات الأخيرة.