السويس على طريق النهضة: مشروعات "الندى" والبنية التحتية تدفع المدينة نحو مستقبل مزدهر pdf
بقلم: السيد أنور
شهدت محافظة السويس خلال الساعات الماضية جولات ميدانية موسعة قام بها المهندس شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، رفقة اللواء أ.ح طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، وعدد من قيادات الدولة، لمتابعة تنفيذ سلسلة من المشروعات التنموية الحيوية التي تمثل نواة لمستقبل واعد لمدينة السويس.
البداية كانت من مشروع "رافع مياه السخنة (الندى)"، الذي بات يشكل شريان الحياة لمدينة السلام بمرحلتيه الأولى والثانية، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمشروع نحو 26 ألف متر مكعب يوميًا من المياه النقية، الأمر الذي سيحدث نقلة حقيقية في مستوى خدمات مياه الشرب بالمنطقة.
وأكد المهندس الشربيني خلال تفقده المشروع أن الالتزام بالجدول الزمني ومضاعفة وتيرة العمل أمر غير قابل للتأجيل، نظرًا لما يحمله المشروع من أهمية استراتيجية في تحقيق الاستدامة المائية وتوفير الحياة الكريمة للمواطنين.
من جانبه، ثمّن اللواء طارق الشاذلي الدور الكبير الذي تلعبه وزارة الإسكان في دعم وتطوير المشروعات الخدمية بالمحافظة، مشيرًا إلى أن "الندى" ليس مجرد مشروع تقني، بل هو وعد بالكرامة لكل بيت في مدينة السلام.
وفي محطة أخرى لا تقل أهمية، احتضن مقر جهاز مدينة السويس الجديدة اجتماعًا رفيع المستوى بين الوزير والمحافظ، جرى خلاله مناقشة المخطط الاستراتيجي للمدينة الجديدة، والتي تمتد على مساحة ضخمة تقدر بـ65 ألف فدان، ومن المستهدف أن تستوعب أكثر من 1.4 مليون نسمة.
المدينة الجديدة ليست فقط حلًا لأزمة الإسكان، بل هي منصة متكاملة للتنمية المستدامة، حيث تضم مناطق سكنية متنوعة، ومراكز خدمية واستثمارية، ومناطق صناعية متكاملة، إلى جانب شبكة نقل حديثة ومرافق بنية تحتية متطورة.
وخلال الاجتماع، استعرضت المهندسة أسماء مخلوف، رئيس جهاز المدينة، تفاصيل مشروع الربط بطريق القاهرة/السويس، وإنشاء ممشى سياحي سيكون بمثابة المتنفس الحضاري والترفيهي للمدينة.
وفي جولة ختامية لم تخل من التفاصيل الدقيقة، قام وزير الإسكان ومحافظ السويس بتفقد محطتي رفع الصرف الصحي بحي السويس، وهما محطة "زرب الرئيسية" ومحطة "زرب القديمة"، اللتان تخدمان قلب المدينة وتستوعبان مخرجات مناطق بور توفيق والسواحل.
المشروع شهد أعمال إحلال وتجديد متكاملة شملت تركيب طلمبات غاطسة، ونظام تحكم ومولدات كهربائية، وتشييد منشآت خدمية مثل المسجد والمباني الإدارية. كما تمت متابعة الموقف التنفيذي لمحطة رفع مياه الصرف "زرب الجديدة"، التي تخطو خطوات ثابتة نحو التشغيل الكامل وفق أعلى معايير الكفاءة.
وقد شدد المهندس الشربيني على أهمية مواصلة تحديث منظومة الصرف الصحي بما يضمن استدامة الخدمة وجودتها، مؤكدًا على ضرورة التوسع في مراكز خدمة العملاء لتغطية أكبر عدد من سكان المحافظة.
ما شهدته السويس ليس مجرد متابعة مشاريع، بل هو ترجمة عملية لثلاث رسائل رئيسية:
أولًا: أن مياه الشرب والصرف الصحي لم تعد مجرد خدمات بل هي حقوق أساسية تسعى الدولة لضمانها بأعلى كفاءة.
ثانيًا: أن المدن الجديدة، وعلى رأسها "السويس الجديدة"، تمثل مستقبل العمران والاستثمار، وركيزة أساسية لخطط التنمية المستدامة.
ثالثًا: أن التعاون الوثيق بين الوزارات والمحافظات وأجهزة الدولة هو الأساس الحقيقي للنهضة المنشودة.
بهذا الزخم من المشاريع الطموحة، ومع الدعم المباشر من القيادة السياسية، تخطو محافظة السويس بثقة نحو مستقبل مختلف، مستقبل لا يقاس بعدد المباني والمنشآت فقط، بل بمدى ما تحققه تلك المشروعات من جودة حياة وأمل للمواطن البسيط.
إنها السويس التي كانت بوابة النصر في التاريخ، وتعود اليوم لتكون بوابة التنمية في الحاضر والمستقبل.