الأزمة الحقيقية! PDF
بقلم: رضا حليمة
إن الأمم والحضارات والدول تمر بمراحل مختلفة في حياتها من صعود وهبوط ،وشروق وغروب، وضعف وقوة، ومرض وصحه، وتتوالى عليها الأزمات المتشعبة (اقتصاديه، سياسية ،اجتماعية، أخلاقية..) واستقراء للتاريخ- تاريخ الشعوب والحضارات- إن كل الأزمات المختلفة -السابق ذكرها- تتعافى منها الدول وتتغلب عليها ولا تسقط إلا أزمة واحدة هي القاصمة وهي التي تعصف بالدول وتذهب بالحضارات وتضعف الشعوب إلى مرحلة الهزال والموت وهي - الأزمة الأخلاقية- فعلى حد قول القائل : "وإذا أصيب القوم في أخلاقهم* فأقم عليهم مأتما وعويلا .
"وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت* فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا"
إن ما نراه في مجتمعاتنا عبر متابعتنا للواقع الأليم ولوسائل التواصل الإجتماعي المختلفة التي صارت جزءاً لا يتجزأ من حياتنا لهو نذير خطر وجرس إنذار أن هناك أزمة في الأخلاق والسلوك وتدهور وتقهقر وانحطاط في التعامل مع القضايا الإجتماعية والإنسانية وحتى الدينية.
إننا بحاجة إلى ميثاق شرف أخلاقي يلتزم به الجميع وإلى قانون ايضاً رادع يضبط ايقاع التعامل .
فنحن نعاني من أزمات أخلاقية طاحنه( تنمر، شماته، سب، قذف، عدم احترام للقيم والمبادئ ،فن هابط، ألفاظ خادشة، غياب للاحترام القولي والعملي..) وغير ذلك ..من فساد ينتشر ويتمدد ليصل إلى كل طبقات وفئات المجتمع! أضف إلى ذلك التلوث السمعي والبصري والفكري... إلخ
وهذه الازمات الأخلاقية وغيرها...هي التي تعصف بالأمة وتحقق للأعداء ما لم لو بذلوا عشرات السنين ومئات الملايين والمليارات لم يستطيعوا أن يصلوا الى هذه النتيجة.!
فهذا حال يسر العدو ويحزن الصديق.
ولنا في التاريخ عبرا وشواهد لكل الأمم على اختلاف ديانتها وحضارتها.
هي صيحة حقيقية وجرس إنذار وصرخة مدوية لكل مسئول وصاحب قرار في هذه البلاد.. الأخلاق اولاً قبل أي شيء وقبل كل شيء كل المشاكل والأزمات يمكن أن تحل وأن تمر إلا أزمة الأخلاق فإنها إن تمكنت من الجيل الحالي والقادم وأصيبوا فيها فإننا كأمة وكدولة نصاب في مقتل!
لابد من توعيه أخلاقية وقوانين رادعة تحاسب ولا ترحم من يتسبب في حالة التدهور الأخلاقي وتضرب بيد من حديد على من يريدون بقصد أو غير قصد إيصال البلاد إلى الفوضى الأخلاقية وتراجع القيم وانعدام المبادئ. إن كل الشرائع السماوية والديانات فيها ما يكفي لضبط السلوك وقيم الناس وكذلك محاسبتهم وايضا تشجيعهم على الانضباط والاحترام.
وأخيراً
أزمتنا ليست اقتصادية أو سياسية أو حتى اجتماعية إنما هي أخلاقية في المقام الأول..ومعرفه الداء نصف الدواء وعلاج المرض أولى من العرض والخطوة الأولى نحو البناء هي المقدمة لخوض مشوار طويل نحو المستقبل الأخلاقي المشرق..فهلموا جميعاً إلي رفع شعار الأخلاق أولاً لنحل أزمة من أزمات هذا المجتمع الذي نحياه لنتفرغ بعد ذلك إلى حل كل مشاكلنا وبناء مستقبلنا الذي نحلم به جميعاً.