راعى الكنيسة الإنجيلية بالإسكندرية: ثورة 30 يونيو صحوة وطنية أعادت لمصر هويتها
أكد القس الدكتور راضي عطا الله إسكندر، راعي الكنيسة الإنجيلية بمنطقة العطارين في الإسكندرية، أن ثورة 30 يونيو مثلت لحظة حاسمة في تاريخ مصر المعاصر، حيث خرج الملايين ليعلنوا أن مصر لا تُدار من خارج حدودها، ولا تُختزل في شعار ديني أو مشروع سياسي عابر للهوية.
وأشار إسكندر إلى أن هذا الحراك الشعبي لم يكن مجرد موجة غضب عابرة، بل انتفاضة وعي ورفض جماعي لمحاولة اختطاف الدولة وتحويلها إلى أداة لخدمة أجندة إقليمية مغلفة بالدين، مشددًا على أن المصريين خرجوا دفاعًا عن وطنهم، عن مدنيته، واستقلال قراره، وهويته التي تشكلت عبر آلاف السنين.
وأوضح أن ثورة 30 يونيو أسقطت أوهامًا طالما روجت لها جماعة الإخوان، مثل خرافة "التمكين" و"الشرعية الحصرية"، وأعادت الاعتبار لفكرة الوطن كقيمة عليا لا تقبل المساومة أو الابتزاز.
وأكد أن ما أعقب الثورة من أحداث كشف الوجوه وسقوط الأقنعة، موضحًا أن المواقف باتت واضحة، فمن خان أو حرّض أو تواطأ مع قوى خارجية لم يعد بإمكانه الاختباء خلف شعارات دينية أو ثورية، فالوطن لا يغفر لمن يدعو لتخريبه، ولا يرحم من يتآمر عليه.
وتابع أن أدوات الخيانة كانت جلية في التسريبات والتحريض، وفي من هدد بحرق الوطن، وفي القنوات التي بثت الكراهية من عواصم معتادة على التدخل في شؤون الدول، مشيرًا إلى أن 30 يونيو لم تكن فقط نهاية حكم جماعة، بل بداية استعادة مصر لدورها الإقليمي وحضارتها الممتدة.
ونوّه راعي الكنيسة الإنجيلية إلى أن الدولة المصرية دخلت بعد الثورة في معركة بناء حقيقية، على كل المستويات، من مواجهة الإرهاب، إلى ترسيخ دعائم الاقتصاد، وإصلاح التعليم، وتطوير البنية التحتية، واستعادة الثقة بين الدولة والمواطن.
واختتم قائلاً إن مصر رغم كل التحديات لم تسقط، بل نهضت وأعادت تشكيل جمهوريتها الجديدة على أسس ثابتة، يكون فيها المواطن حجر الزاوية، مضيفًا أن دروس 30 يونيو باقية، وأهمها أن الوعي الشعبي هو الحصن المنيع، وأن الشعب المصري لا يفرط في كرامته ولا يقبل أن يُساوم على هويته، مؤكدًا أن بقاء مصر من بقاء وعي شعبها.