حادث على الهواء خلال جولة وزير النقل لتفقد موقع مأساة طريق المنوفية
شهدت جولة الفريق كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير النقل، صباح الأحد، على الطريق الدائري الإقليمي بمحافظة المنوفية، حادثاً مرورياً جديداً وقع على الهواء مباشرة، خلال بث مباشر للإعلامي نشأت الديهي، أثناء تغطيته للجولة التفقدية للموقع الذي شهد مصرع 18 فتاة وسائق ميكروباص منذ يومين.
وخلال حديث الوزير في البث المباشر الذي نشره الديهي عبر صفحته على فيسبوك، وتحديداً عند الدقيقة 8:12، وقعت أعين الوزير على تعطل شاحنة نقل ثقيل على الجهة المقابلة من الطريق، مما أدى إلى شلل مروري مؤقت وتدخل أمني سريع، إلا أن الوزير لم يتوقف عند المشهد واختار استكمال حديثه دون الإشارة للحادث المفاجئ.
وأكد الوزير في كلمته أن الطريق الإقليمي يشهد ضغطاً مرورياً مرتفعاً، مشيراً إلى أن الحكومة مستمرة في تطويره وإعادة تنظيم الحركة عليه بالكامل، وقال إن الوزارة أعطت تعليمات عاجلة للنائب المختص ورئيس هيئة الطرق لمتابعة الطريق بصفة دورية، مضيفاً: "مش عايز أقول إننا هنيجي كل أسبوع، لكن الطريق ده مش هنسيبه".
وفي تصريحات مباشرة من موقع الحادث القديم، شدد الوزير على أن الدولة تتحمل كامل المسؤولية، ولا تهرب منها، قائلاً: "فين الجريمة اللي ارتكبناها؟ إحنا مسؤولين وهنحاسب المقصرين"، مشيراً إلى أنه قطع زيارته الخارجية فور علمه بالحادث المأساوي، ليكون حاضرًا ميدانيًا لمتابعة الإجراءات على الأرض.
كما وجه بتعجيل أعمال إصلاح الطريق، خاصة في نقاط العبور الخطرة، مؤكدًا أن الدولة تخوض معركة تطوير شاملة، وأن الطريق سيتم تجهيزه وتطويره "شبر بشبر"، حتى لا تتكرر مثل هذه المآسي.
وتعود الواقعة الأليمة إلى صباح الجمعة، حينما اصطدمت تريلا مسرعة تسير عكس الاتجاه بسيارة ميكروباص تقل 22 فتاة يعملن في مزارع العنب، ما أسفر عن مصرع 19 شخصًا بينهم السائق، وإصابة ثلاث أخريات بإصابات خطيرة، لا يزلن يخضعن للعلاج في العناية المركزة.
وقد أمرت النيابة العامة بحبس سائق التريلا المتهم بالتسبب في الحادث لمدة أربعة أيام على ذمة التحقيقات، إلى جانب تحليل عينة لبيان ما إذا كان تحت تأثير المواد المخدرة، في وقت تتواصل فيه الاستجوابات وسماع أقوال شهود العيان.
وبينما تتسارع خطوات الدولة لتأمين الطرق وتلافي أوجه القصور، تبقى الأرواح التي أُزهقت جرس إنذار يستدعي الحسم والصرامة في مواجهة الاستهتار بقواعد المرور وتقصير بعض السائقين الذين يحولون الطرق إلى ساحات للفواجع.