إيران تمهد لطي صفحة الخلاف مع القاهرة بإزالة اسم خالد الإسلامبولي
في خطوة رمزية تُعد الأبرز منذ عقود على صعيد العلاقات المصرية الإيرانية، أعلنت بلدية طهران عن بدء إجراءات تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي، المتهم الرئيسي في اغتيال الرئيس المصري الراحل أنور السادات، وهي التسمية التي ظلت تمثل عقبة بارزة أمام تطبيع العلاقات بين البلدين.
وأكد علي رضا نادعلي، المتحدث باسم مجلس بلدية طهران، أن مقترحات تغيير الاسم نوقشت بالفعل ضمن لجنة تسمية الشوارع، بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإيرانية، وأن عدداً من البدائل المطروحة سيُعرض على الجلسة العامة لمجلس البلدية للتصويت خلال الأسبوع المقبل.
وأشار نادعلي إلى أن تغيير الاسم سيتم اعتماده رسميًا بعد موافقة اللجنة وتصويت الأعضاء، على أن تُنفذ البلدية القرار فور صدوره. وبحسب ما تناقلته وكالة تسنيم الإيرانية، فإن أحد الأسماء المرشحة كبديل هو الشهيد السيد حسن نصر الله، زعيم حزب الله اللبناني، رغم عدم وجود تأكيد رسمي حتى الآن.
الشارع، الذي يقع في المنطقة السادسة من العاصمة الإيرانية طهران، لطالما كان نقطة خلاف رمزية بين القاهرة وطهران، إذ اعتبرته مصر إهانة مباشرة لرمزها الوطني الراحل، وشكلت تسميته على اسم قاتله عقبة حقيقية أمام أي تحسن في العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين.
وجاء هذا القرار ليعكس تحولًا دبلوماسيًا واضحًا في السياسة الإيرانية تجاه القاهرة، خصوصًا بعد التحركات الهادئة التي شهدتها العلاقات في الأشهر الماضية، وقيام وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بزيارات رسمية إلى القاهرة، التقى خلالها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وعددًا من كبار المسؤولين المصريين.
وخلال زياراته الأخيرة إلى مصر، حرص وزير الخارجية الإيراني على إرسال رسائل غير مباشرة تعكس رغبة بلاده في إعادة دفء العلاقات. فقد تجوّل في حي خان الخليلي، وزار مسجد الحسين، حيث أدى صلاة المغرب، كما تناول الطعام في مطعم نجيب محفوظ الشهير، في تحركات وصفت بأنها غير مسبوقة في تاريخ العلاقات بين البلدين منذ أكثر من أربعة عقود.
اسم خالد الإسلامبولي ظل حاضرًا في ذاكرة العلاقات المصرية الإيرانية كعنوان للانقسام، أما اليوم، فإن إزالة هذا الاسم قد تتحول إلى مفتاح لفتح أبواب الحوار والتعاون، وربما حتى التمثيل الدبلوماسي الكامل بعد سنوات من الجفاء.
ويرى مراقبون أن الخطوة الإيرانية، رغم رمزيتها، تحمل في طياتها رسالة سياسية واضحة مفادها أن طهران مستعدة لإعادة رسم خطوط العلاقة مع القاهرة بما يتناسب مع التحديات والمصالح المشتركة في المنطقة.
