صندوق النقد الدولي يحذر: الضربات الأمريكية لإيران تزيد الغموض وتضعف فرص النمو العالمي
أطلقت كريستالينا جورجيفا، رئيسة صندوق النقد الدولي، تحذيرًا شديد اللهجة من تداعيات التصعيد العسكري الأخير في الشرق الأوسط، بعدما شنت الولايات المتحدة ضربات على مواقع نووية داخل إيران، معتبرة أن هذه التطورات تمثل تهديدًا مباشرًا للاستقرار الاقتصادي العالمي وتضيف طبقة جديدة من الغموض على مشهد الاقتصاد الدولي.
وخلال مقابلة بثتها شبكة بلومبرج، أوضحت جورجيفا أن الصراع المتصاعد في منطقة غنية بالنفط كمنطقة الشرق الأوسط يُنذر باضطرابات حادة في سوق الطاقة العالمي، حيث قد يؤدي إلى زيادات متوقعة في أسعار النفط والغاز الطبيعي، ما يؤثر بشكل مباشر على كلفة الإنتاج والمعيشة في مختلف أنحاء العالم.
وأشارت إلى أن التأثير لا يقتصر على أسواق الطاقة فقط، بل يمتد إلى تباطؤ محتمل في حركة الاستثمار والاستهلاك نتيجة تصاعد القلق بين المستثمرين والمستهلكين، موضحة أن حالة عدم اليقين المتزايدة تؤدي إلى تراجع شهية المخاطرة لدى المستثمرين، وتدفع بالأسر إلى تقليص الإنفاق، مما يؤثر سلبًا على معدلات النمو.
وأضافت رئيسة الصندوق أن الاقتصاد الأمريكي، رغم قوته، ليس بمنأى عن هذه التأثيرات، لافتة إلى أن احتمالية دخول الولايات المتحدة في حالة ركود اقتصادي خلال هذا العام باتت تقارب 40%، بحسب توقعات الصندوق المحدثة في أبريل الماضي، وهو تقدير أكثر تشاؤمًا مقارنة بما صدر في أكتوبر قبل تصاعد التوترات التجارية والعسكرية.
وأكدت جورجيفا أن استمرار هذه الضربات وما تثيره من اضطرابات قد يؤدي إلى موجات لاحقة من التأثير الاقتصادي غير المباشر، مثل تراجع معدلات النمو في الاقتصادات الكبرى وتعديل التوقعات العالمية نحو مزيد من الانخفاض.
وختمت جورجيفا تصريحاتها بتأكيدها على أن العالم في مرحلة دقيقة تتطلب قرارات سياسية واقتصادية مسؤولة لتجنب أزمة اقتصادية عالمية، قائلة إن تصاعد عدم اليقين هو العدو الأول للنمو، لأنه يُعيق القرارات الاستثمارية ويقوض ثقة المستهلكين.