تقدم ميداني روسي في دونيتسك وتبادل عاجل للأسرى بين موسكو وكييف
في تصعيد جديد ضمن العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قواتها نجحت في السيطرة على بلدتي بتروفسكوي وأليكسييفكا الواقعتين في إقليم دونيتسك بشرق البلاد، مؤكدة استمرار تقدمها الميداني في عدة محاور.
الوزارة أوضحت في بيان رسمي أن وحدات من "مجموعة قوات المركز" تمكنت من "تحرير" البلدتين، بينما واصلت قوات "مجموعة الغرب" توغلها في خطوط دفاعية أكثر تقدمًا، وألحقت بالقوات الأوكرانية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، خاصة في مناطق مختلفة من دونيتسك ومقاطعة خاركيف.
ووفقًا للتقديرات العسكرية الروسية، تكبدت القوات الأوكرانية خلال المواجهات الأخيرة أكثر من 240 قتيلاً، إلى جانب خسارة دبابتين وعدد من المركبات المدرعة والمدافع الميدانية، كما تم تدمير أربع محطات للحرب الإلكترونية وخمسة وثلاثين مستودع ذخيرة.
وفي موازاة التصعيد العسكري، أُعلن عن تنفيذ عملية تبادل أسرى بين روسيا وأوكرانيا، شملت مقاتلين مصابين بجروح خطيرة. وأوضح فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي ورئيس الوفد المفاوض، أن الجانبين نسّقا لإتمام عملية تبادل "عاجلة" لأسرى الحرب من الخطوط الأمامية.
ميدينسكي أشار في بيان له على منصة "تليغرام" إلى أن عملية التبادل تمثل خطوة إنسانية هامة في ظل استمرار المعارك، خاصة على جبهات الشرق الأوكراني.
في المقابل، لا تزال كييف تتمسك بخيار الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، حيث أكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده أوفت بجميع المعايير المطلوبة لبدء مفاوضات الانضمام، مطالبًا بقرار واضح من بروكسل خلال هذا العام.
زيلينسكي اعتبر أن تأخير انضمام أوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي لا يخدم الاستقرار الأوروبي، مؤكدًا أن أي عرقلة هي "مضيعة للوقت" وتصب في مصلحة موسكو.
من جانبه، أعرب السفير الأمريكي لدى "الناتو"، ماثيو ويتاكر، عن قلقه من الهجوم الجوي الأخير الذي شنّته القوات الأوكرانية بطائرات مسيّرة على قواعد عسكرية روسية، واصفًا الهجوم بأنه "قوي من جهة، لكنه متهور وخطير من جهة أخرى"، على حد تعبيره.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد وصف الضربة الأوكرانية بـ"الشرسة"، فيما أكدت تقارير أن الهجوم استهدف قاذفات استراتيجية في عمق الأراضي الروسية، في واحدة من أبرز عمليات الرد العسكري من جانب كييف.
وفي سياق التصعيد، أسفرت غارات جوية روسية على مدينة خاركيف عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة أكثر من 60 آخرين، وفقًا للسلطات الأوكرانية. وأثارت هذه الهجمات غضبًا واسعًا في الأوساط الدولية، في وقت دخلت فيه مفاوضات السلام بين الجانبين في حالة جمود تام.
وأمام هذا المشهد المتأزم، دعا الرئيس الأوكراني المجتمع الدولي إلى "عدم الخوف من اتخاذ قرارات حاسمة"، مشيرًا إلى أن التحرك الجاد من جانب القوى الغربية هو السبيل الوحيد لدفع موسكو نحو مسار دبلوماسي حقيقي يضع حدًا للحرب المستمرة منذ أكثر من عامين.