recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

كتاب "يوميات بين الروايات والآيات".. دعوة للعودة إلى التشريع الإلهي وتحرير الشريعة من وهم التراث

 

كتاب "يوميات بين الروايات والآيات".. دعوة للعودة إلى التشريع الإلهي وتحرير الشريعة من وهم التراث

كتاب "يوميات بين الروايات والآيات".. دعوة للعودة إلى التشريع الإلهي وتحرير الشريعة من وهم التراث


يطل المفكر العربي علي الشرفاء الحمادي من خلال مؤلفه اللافت "يوميات بين الروايات والآيات" ليخوض معركة فكرية حاسمة ضد الانغلاق والتشدد، واضعًا نصب عينيه تحرير مفهوم "الشريعة الإسلامية" من أسر التراث البشري المتراكم، وإعادته إلى منبعه النقي كما أنزله الله في كتابه الكريم.


في عرضٍ تحليلي بقلم الكاتب الصحفي عاطف زايد، نائب رئيس تحرير جريدة الأهرام، يُقدَّم الكتاب بوصفه صرخة وعي في وجه التيارات المتطرفة التي جعلت من الروايات والأحاديث غير المؤكدة مصدرًا للتشريع، متجاهلة التشريع الإلهي الذي جاء به القرآن الكريم، وهو التشريع الوحيد الذي يدعو للرحمة والعدل وحرية العقيدة وكرامة الإنسان.


يرى المفكر علي الشرفاء أن مفهوم الشريعة الإسلامية تعرّض لتشويه ممنهج، حيث اختُزل في اجتهادات بشرية صيغت في أزمنة الصراع السياسي والمذهبي، وجرى تكريسها عبر قرون حتى باتت تُقدَّم كأنها أصل الإسلام، بينما هي في جوهرها تقف في كثير من الأحيان نقيضًا لتعاليم القرآن الذي يرسّخ قيم السلام والتسامح والمساواة.


ويؤكد الكاتب أن ما تعانيه الأمة الإسلامية اليوم من تشرذم وتقاتل، ليس إلا نتاجًا مباشرًا لما وصفه بـ"السموم الفكرية" التي نشرها أعداء الإسلام عبر روايات لا علاقة لها برسالة الله، وأحاطوها بهالة من القداسة، حتى طغت على الآيات القرآنية نفسها. ويرى أن تلك الروايات كانت ولا تزال أساسًا لتكفير المخالفين وشرعنة الاقتتال، وهو ما يتنافى تمامًا مع جوهر الإسلام الإنساني.


ويشدد الشرفاء الحمادي على أن القرآن لا يحتاج إلى وصاية فقهية أو تفسيرات متكلسة، بل إلى عقول حرة تقرأه بتدبر، وتعيد فهمه في ضوء مقاصده العليا التي تخدم الإنسان في كل زمان ومكان. ويضيف أن ترويج بعض المؤسسات الدينية لما يسمى بكتب التراث، مع ما تحمله من فتن وأفكار تبرر العنف، ساهم في تدمير الهوية الإسلامية الحقيقية، وفي خلق أجيال تائهة تتغذى على الكراهية باسم الدين.


ويضع المفكر العربي حلاً واضحًا يبدأ باليقظة الفكرية التي تستند إلى القرآن الكريم وحده، باعتباره المصدر الأصيل للتشريع، ويدعو إلى نبذ كل ما خالفه من الروايات والأقاويل التي لا تنسجم مع مقاصد الله، ورفض تلك المرجعيات التي أنتجت الإرهاب وشوهت صورة الإسلام الناصعة.


في خاتمة أطروحته، يُطلق علي الشرفاء صيحة تحذير مدوية، داعيًا إلى رفع راية القرآن وحده، والبدء في حركة فكرية جديدة تهدم ما أسماه "أصنام التراث" التي كبّلت الأمة قرونًا، لتتحرر العقول، وتُبنى المجتمعات على العلم والفهم والرحمة.


كتاب "يوميات بين الروايات والآيات" ليس مجرد مؤلف، بل دعوة عميقة لإعادة صياغة العقل الإسلامي المعاصر، واستعادة البوصلة نحو الإسلام الحقيقي، الذي أراده الله هدى ورحمة للعالمين.


google-playkhamsatmostaqltradent