علي شمخاني يظهر مجددًا بعد إعلان وفاته ويؤكد: ما زلت حيًا ومستعد للتضحية
في مشهد أشبه بعودة من عالم الغياب، فاجأ مستشار المرشد الإيراني للشؤون العسكرية والأمنية علي شمخاني الجميع بظهوره من جديد بعد أيام من إعلان وفاته، مؤكدًا أنه لا يزال على قيد الحياة ومستعد للتضحية بروحه فداء لإيران، ليقلب الطاولة على الروايات المتضاربة التي شغلت الإعلام الإيراني والدولي منذ منتصف يونيو الجاري.
القصة بدأت في الثالث عشر من يونيو، عندما تناقلت وسائل إعلام إيرانية أنباء وفاة شمخاني متأثرًا بجراحه إثر الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع حساسة في طهران، وأفادت تقارير حينها بخضوعه لعملية بتر ساق داخل أحد مستشفيات العاصمة، ليؤكد التلفزيون الرسمي مقتله لاحقًا، في خبر صدم الأوساط السياسية والعسكرية بالبلاد.
لكن المفاجأة جاءت اليوم الجمعة، عندما نشرت وسائل إعلام رسمية رسالة موقعة من شمخاني نفسه، كتب فيها: أنا على قيد الحياة ومستعد للفداء بروحي، فجر النصر بات قريبًا، وإيران ستكتب اسمها في صفحات التاريخ من جديد. هذه الرسالة، التي حملت توقيعًا مباشرًا من الرجل الذي ظنه الكثيرون في عداد الموتى، قلبت الموازين وأعادت الجدل من جديد حول مصيره، لتنتقل القصة من ملف أمني إلى حديث اجتماعي وإعلامي واسع النطاق.
المثير أن الواقعة تزامنت مع إعادة تداول نبوءة قديمة للفلكية اللبنانية المصرية ليلى عبداللطيف، كانت قد توقعت فيها ظهور شخصية سياسية بارزة تعود إلى الساحة بعد إعلان وفاتها، في مشهد سيتحدث عنه الإعلام العالمي. ورغم أن عبد اللطيف لم تُسمِ أحدًا، إلا أن تطابق التوقعات مع ظهور شمخاني أعاد تلك النبوءة إلى واجهة النقاشات الشعبية والإعلامية.
شمخاني، الذي وُلد في مدينة الأهواز عام 1955 وينتمي إلى الأقلية العربية في إيران، يُعد من أبرز القادة العسكريين في تاريخ البلاد، حيث شارك في تأسيس الحرس الثوري عقب الثورة الإسلامية، وتولى مناصب رفيعة أبرزها قيادة القوات البحرية في الجيش والحرس، ووزارة الدفاع، ثم أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي، قبل أن يصبح مستشارًا مقربًا للمرشد علي خامنئي، ويكلف بإدارة ملفات أمنية وسياسية حساسة، منها الملف النووي الإيراني.
وكانت له بصمات واضحة خلال الحرب العراقية الإيرانية، واشتهر بخطابه الشهير "أنقذونا" الذي طالب فيه بإمداد قوات الحرس بالدعم العسكري في الجبهات، وهو ما عزز مكانته كأحد صقور المؤسسة العسكرية في إيران.
ومع ظهور شمخاني من جديد، لا تزال الأسئلة مطروحة: هل كانت الأخبار عن وفاته مجرد تغطية أمنية لتهريبه أو لحمايته؟ أم أن هناك سيناريوهات استخباراتية أُحيكت خلف الكواليس؟ وفي كل الأحوال، يبقى الرجل عنصرًا محوريًا في المعادلة الإيرانية، ورمزًا لصراعات المنطقة التي لا تعرف الهدوء.
.jpeg)