مقتل ثلاثة وإصابة العشرات في هجوم صاروخي إيراني واسع صباح اليوم وسط إسرائيل
شهدت إسرائيل فجر اليوم الاثنين تصعيدًا غير مسبوق في وتيرة الهجمات الصاروخية، حيث أعلنت هيئة الإسعاف الإسرائيلية عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 48 آخرين بجروح متفاوتة، بينهم إصابتان بحالة حرجة، عقب قصف صاروخي مكثف نفذته إيران استهدف مناطق حيوية في وسط البلاد.
الهجوم الذي وصف بأنه الأعنف منذ بداية التوتر بين طهران وتل أبيب، جاء ضمن دفعة من مئة صاروخ وطائرة مسيرة، استهدفت مناطق متفرقة في قلب إسرائيل، من بينها مدينة تل أبيب ومدينة حيفا ومحيط مطار بن جوريون.
ووفق ما أفادت به وسائل إعلام إسرائيلية، فقد تعرض مجمع مصفاة بازان للكيماويات في حيفا، وهو الأكبر في إسرائيل، لقصف مباشر أدى إلى اندلاع حرائق هائلة في المنشأة التي تنتج نحو 200 ألف برميل من النفط يوميًا، وتزود عددًا من دول أوروبا باحتياجاتها من الطاقة. وأضافت التقارير أن المصفاة تعالج ما يصل إلى 10 ملايين طن من النفط الخام سنويًا، ما يجعلها هدفًا استراتيجيًا بالغ الخطورة.
وسائل الإعلام الإسرائيلية أكدت أيضًا أن القصف الإيراني أسفر عن اندلاع حرائق في عدة مواقع وسط تل أبيب، بعضها وُصف بأنه غير مسبوق من حيث الحجم والدمار، بينما هرعت فرق الإنقاذ إلى أربعة مواقع رئيسية على الأقل وسط البلاد، حيث سقطت الصواريخ الإيرانية.
في بتاح تكفا، أكد رئيس البلدية للإذاعة الإسرائيلية إصابة أحد المباني السكنية بصاروخ مباشر، موضحًا أن عمليات الإنقاذ ما زالت جارية وسط صعوبات كبيرة ناجمة عن تدمير جزئي في المبنى المستهدف.
إذاعة الجيش الإسرائيلي بدورها اعترفت بفشل منظومة الدفاع الجوي في اعتراض عشرة صواريخ على الأقل من الصواريخ الإيرانية، وهو ما أطلق جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والعسكرية حول فاعلية منظومات الحماية الصاروخية في ظل الهجمات الكثيفة والمنسقة.
الجيش الإسرائيلي قال في بيان مقتضب إن طهران أطلقت نحو 100 صاروخ في الهجوم، معظمها من طرازات متطورة، وتم تنفيذ الضربات من أراضٍ إيرانية عبر تنسيق عسكري محكم، مشيرًا إلى أن الأهداف شملت منشآت استراتيجية وبنى تحتية مدنية وأمنية.
كما تم رصد انفجارات عنيفة في مناطق شرق تل أبيب، وغرب القدس، بالإضافة إلى حيفا ومحيط مطار بن جوريون، بينما دوّت صافرات الإنذار في عكا والجليل وطبرية وخليج حيفا، في ظل حالة ذعر وانتشار أمني كثيف.
الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي حذرت المواطنين من مغادرة منازلهم، وأعلنت تمديد العمل بقرارات إغلاق المؤسسات التعليمية والتجارية حتى مساء الثلاثاء، وفرضت إجراءات احترازية مشددة في جميع المناطق المستهدفة.
وفي تطور لافت، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن شهود عيان في مدينة إيلات جنوبي البلاد، أن صواريخ اعتراضية شوهدت تُطلق في سماء المدينة لاعتراض طائرة مسيرة إيرانية، في إشارة إلى اتساع رقعة الهجوم الجوي ليشمل الجنوب أيضًا.
هذا التصعيد المفاجئ بين إيران وإسرائيل يعيد إلى الواجهة مخاوف الانزلاق إلى حرب إقليمية مفتوحة، وسط تحذيرات دولية من تداعيات أمنية واقتصادية تهدد استقرار المنطقة بأسرها، فيما تتابع العواصم الكبرى تطورات الموقف بقلق بالغ.