طلعت الفاوي في حوار خاص: "حماة الوطن" يعيد رسم خريطة العمل السياسي بوجوه قريبة من الناس
حوار - حسن سليم
تتسارع الخطى داخل الأحزاب لاختيار من يمثلها في البرلمان القادم، في ظل تطلعات الشارع لنواب يحملون همومه، ويملكون أدوات الرقابة والتشريع، والأهم القدرة على التواجد الحقيقي بين الناس.
ويأتي حزب "حماة الوطن" ضمن الكيانات الحزبية التي استطاعت خلال السنوات الماضية فرض حضور فعّال في الشارع، من خلال أداء ميداني منظم، ورؤية سياسية تركز على دعم الدولة، والتواصل مع المواطنين في مواقعهم.
ومن بين الأمانات التي تميزت بنشاطها الملموس، تبرز أمانة التبين، جنوب القاهرة، بقيادة المستشار طلعت الفاوي، والذي أدار عمله الحزبي بروح الخدميين الميدانيين.
وكان لنا معه هذا الحوار، الذي فتح فيه قلبه للحديث عن الحزب، والشارع، والانتخابات القادمة، دون أن يتردد في الإجابة عن السؤال الأكثر تكرارًا في دوائر جنوب القاهرة:
* هل يدفع حزب حماة الوطن بالمستشار طلعت الفاوي مرشحًا في الانتخابات المقبلة؟
* بداية، كيف ترى موقع حزب حماة الوطن الآن في المشهد السياسي؟
-أستطيع أن أؤكد أن الحزب قطع خطوات كبيرة في السنوات الأخيرة، ونجح في أن يكون من الأحزاب المؤثرة بجدية على الأرض. نحن لسنا حزبًا صوتيًا يظهر فقط في مواسم الانتخابات، بل لدينا قاعدة تنظيمية واسعة، وقيادات منتشرة في كل المحافظات، واهتمام دائم بالشأن المحلي وهموم الناس.
الحزب لديه أجندة وطنية واضحة، ولا يتحرك إلا بما يخدم الدولة المصرية، ويدعم استقرارها، ويعزز مسارات التنمية والبناء. ولدينا إيمان حقيقي بأن الأحزاب يجب أن تكون منصات لبناء الكوادر، لا مجرد واجهات انتخابية.
*هناك من يصف أمانة التبين بأنها نموذج للحضور الشعبي داخل الحزب، كيف تعلق؟
- الحقيقة أن هذا التوصيف يسعدني، لكنه أيضًا يحملني مسؤولية كبيرة. نحن في التبين نعمل من منطلق أن السياسة يجب أن تكون في خدمة الناس، وأن الحزب ليس مجرد لافتة أو مكتب، بل حالة من التواصل الدائم مع المجتمع.
حاولنا خلال الفترة الماضية أن نكون جزءًا من نسيج الشارع، لا ضيوفًا عليه. شاركنا في تنظيم فعاليات توعية، وساهمنا في مبادرات إنسانية، ووقفنا بجانب أسر محتاجة، وكنا أول من يستجيب لأي نداء أو أزمة في المنطقة، سواء في التبين، أو في مايو، أو حلوان.
*هذا يقودنا للسؤال المطروح حاليًا بقوة: هل سيدفع الحزب بك للترشح في الانتخابات؟
السؤال مطروح، وأسمعه يوميًا من أبناء الدائرة الذين شرفت بخدمتهم. لكنني أقولها بوضوح: لست من هواة السعي خلف المقاعد، ولن أتقدم خطوة إلا من خلال قرار من الحزب.
"حماة الوطن" لديه آلية دقيقة لاختيار مرشحيه، تعتمد على الكفاءة، والسيرة الطيبة، والقدرة على التمثيل الفعلي للناس، وليس على الظهور أو العلاقات.
قد أكون على قائمة المرشحين، أو لا، فالأمر مرهون برؤية الحزب، وأنا التزم التزامًا كاملًا بأي قرار يصدر من قيادته، حتى لو كان في غير صالحي. لأن الهدف الأسمى هو توحيد الصف، لا التنافس على الفرص.
* لكن البعض يرى أن لك حضورًا قويًا بالشارع، يؤهلك لأن تكون مرشحًا جادًا؟
الحمد لله، علاقتي بالناس نابعة من التواصل والخدمة، لا من طموح سياسي.
أحرص دائمًا على التواجد في المناسبات الاجتماعية، والندوات، والأزمات، أستمع، وأتابع، وأساعد ما استطعت.
لكن التواجد الشعبي لا يعني تلقائيًا أنك مرشح مثالي، فهناك معايير أخرى تتعلق برؤية الحزب، والاحتياج السياسي، وطبيعة المنافسة، وتركيبة القوائم.
ثقتي في الحزب كاملة، وأثق أن من سيتم الدفع به سيمثلنا جميعًا، وسأكون أول الداعمين له، سواء كنت أنا أو غيري.
* كيف ترى أهمية الدور البرلماني حاليًا؟
- الدور البرلماني الآن أصبح مركبًا، فهو ليس فقط رقابة وتشريع، بل أيضًا حضور ميداني حقيقي، واستعداد دائم لخدمة المواطنين.
الناس لم تعد تنتظر فقط من النائب أن يشارك في الجلسات أو يطرح الاستجوابات، بل تريده أن يكون بجانبها في مشكلاتها اليومية.
المواطن يريد نائبًا يسمعه، ويشعر به، ويذهب إليه لا العكس. هذا هو التحدي الحقيقي في العمل النيابي، أن تكون لسان حال الناس لا مجرد رقم داخل البرلمان.
* كيف تقيم استعداد الحزب للانتخابات القادمة؟
الحزب يتحرك بخطى واثقة ومدروسة. هناك لجان تتابع الملفات في كل محافظة، وتعمل على تقييم الأداء، وتحديد أفضل العناصر.
هدفنا ليس فقط تحقيق مقاعد، بل الدفع بوجوه جديدة قادرة على التعبير بصدق عن الشارع، وفي نفس الوقت تؤمن بمشروع الدولة المصرية.
حماة الوطن يرى أن البرلمان القادم يجب أن يعكس روح الجمهورية الجديدة، ويضم من هم على تماس حقيقي مع قضايا الناس.
* ما الرسالة التي توجهها لأهالي التبين وحلوان ومايو؟
- رسالتي لهم هي الشكر أولًا، لأنهم منحوني ثقتهم ومحبتهم طوال السنوات الماضية، وهذا شيء لا يُقدر بثمن.
أنا ابن هذه المنطقة، وخادم لها في أي موقع، سواء كنت مرشحًا أو لا. وسأظل قريبًا من الناس، أسمعهم، وأحمل مطالبهم، وأبذل كل ما أستطيع لخدمتهم.
وأدعو الجميع إلى المشاركة السياسية الإيجابية، لأن صوت المواطن هو أقوى أدوات التغيير، سواء في الانتخابات أو في دعم المبادرات المجتمعية.
* كلمة أخيرة توجهها للقيادات الحزبية؟
أقول لهم: بناء الحزب لا يكون بالكلام، بل بالفعل. والكوادر الحقيقية تُكتشف في الميدان، لا في المكاتب.
إذا أردنا أحزابًا قوية، يجب أن نمنح الثقة لمن يعمل، وندعم كل جهد صادق في الشارع.
وأكرر: أنا رهن قرار الحزب، وما أريده هو أن تستمر عجلة العمل، ويتوسع حضور الحزب، وتكون لنا بصمة في كل شارع وحي وميدان.
بهذا الرد الصريح، يضع المستشار طلعت الفاوي النقاط على الحروف، ويؤكد أن المعركة ليست حول الأسماء، بل حول من يكون الأجدر بتمثيل الناس بحق.
وفي النهاية، تظل الأيام القادمة هي التي ستُجيب عن سؤال الشارع الجنوبي: هل يدفع حماة الوطن بأمين التبين في الانتخابات؟ أم أن الحزب لديه رؤية أخرى؟
الأكيد أن اسم طلعت الفاوي لن يغيب عن الساحة، سواء كان مرشحًا، أو قائدًا حزبيًا يواصل أداءه الميداني كما اعتاده الناس.