تشريد مئات الإسرائيليين بعد قصف صاروخي عنيف من إيران
أعلنت وسائل إعلام عبرية عن تشريد ما لا يقل عن 692 إسرائيليًا خلال اليومين الماضيين، في أعقاب موجة من الهجمات الصاروخية التي شنتها إيران ضد أهداف متعددة داخل إسرائيل، في تصعيد خطير يُنذر بانفجار الأوضاع في المنطقة.
وبحسب ما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، فإن البيانات الرسمية تشير إلى عمليات إجلاء واسعة للمواطنين في عدة مدن إسرائيلية بسبب القصف، حيث تم إجلاء 164 شخصًا من مدينة ريشون لتسيون، و159 من رحوفوت، و150 من بات يام، و97 من تل أبيب، و72 من رمات جان، و50 من طمرة، في مشهد يعيد إلى الأذهان سيناريوهات الحرب المفتوحة.
وجاءت الهجمات الإيرانية ردًا على ما وصفته طهران بـ"العدوان الإسرائيلي"، حيث شنت تل أبيب، فجر الجمعة، هجومًا جويًا واسعًا على أراضٍ إيرانية، استخدمت فيه العشرات من الطائرات المقاتلة، واستهدفت منشآت نووية، وقواعد صواريخ، ومقار عسكرية، إلى جانب اغتيال عدد من القادة والعلماء النوويين الإيرانيين.
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أعلن أن العملية العسكرية جاءت "لضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ الباليستية"، معتبرًا أنها "عملية غير مسبوقة تهدف إلى منع إيران من تهديد أمن إسرائيل والمنطقة".
في المقابل، ردت طهران بإطلاق نحو 70 صاروخًا باتجاه إسرائيل، وفق ما أوردته شبكة "العربية"، فيما أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن الدفاعات الجوية في جنوب شرقي العاصمة طهران تصدت لأهداف معادية، ما يشير إلى اتساع رقعة الاشتباك والردود المتبادلة.
وقالت الشرطة الإيرانية إنها اعتقلت عنصرين تابعين للموساد الإسرائيلي في مدينة ري، جنوب طهران، وهو ما أضفى مزيدًا من الغموض والتصعيد على المشهد، لا سيما مع ورود تقارير عن جولة جديدة من الصواريخ الإيرانية التي انطلقت في الساعات الأخيرة باتجاه أهداف إسرائيلية.
ومع تصاعد التوتر، أصدرت قيادة الجبهة الداخلية في الجيش الإسرائيلي قرارًا بتمديد العمل بحالة الطوارئ، ومنع التجمعات، وإغلاق أماكن العمل والمدارس حتى مساء الثلاثاء المقبل، في إطار إجراءات احترازية تخوفًا من استمرار الهجمات أو تصاعدها.
كما أغلقت وزارة الخارجية الإسرائيلية عددًا من سفاراتها وممثلياتها الدبلوماسية حول العالم، في خطوة تعكس حجم القلق من استهدافها في سياق الردود الإيرانية، أو من قبل حلفاء طهران في مناطق أخرى.
وفي أول رد فعل أمريكي، أكد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل في الدفاع عن نفسها، معربًا عن أمله في "التوصل إلى اتفاق" بين طهران وتل أبيب، رغم اعترافه بأن الطريق إلى ذلك سيكون محفوفًا بالتحديات.
وتعيش إسرائيل حاليًا حالة من الترقب الشديد والقلق الشعبي، في ظل اتساع نطاق الاستهداف الإيراني، الذي لم يقتصر على مناطق الجنوب أو الشمال، بل طال مدنًا مركزية مثل تل أبيب وبتاح تكفا، ما أدى إلى نزوح مئات المواطنين عن منازلهم بحثًا عن الأمان.
ويرى مراقبون أن ما يحدث حاليًا بين طهران وتل أبيب يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الصراع في الشرق الأوسط، قد لا تبقى ضمن حدود تبادل الضربات، وإنما تمتد لتشمل أطرافًا دولية وإقليمية أخرى، ما يهدد الاستقرار العالمي ويضع المجتمع الدولي أمام مسؤوليات متزايدة لاحتواء الموقف.
ورغم أن الحديث عن تهدئة لا يزال بعيدًا في ظل التصريحات المتصاعدة والإجراءات الميدانية المتلاحقة، فإن الخوف الحقيقي يكمن في احتمالية خروج الأمور عن السيطرة ودخول المنطقة في دوامة من الفوضى المسلحة التي لن تُبقي ولن تذر.