خامنئي يحذر: التدخل العسكري الأمريكي سيجلب أضرارًا فادحة لا يمكن تداركها
وجه المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية، علي خامنئي، رسالة قوية إلى الإدارة الأمريكية، محذرًا من مغبة أي تدخل عسكري ضد بلاده، ومؤكدًا أن أي خطوة من هذا النوع ستقابل برد عنيف لا يمكن التنبؤ بتبعاته، ولن تترك مجالًا لتعويض الخسائر.
وفي كلمة متلفزة بثتها وسائل الإعلام الإيرانية، أشاد خامنئي بما وصفه بـ"النضج السياسي والصلابة الوطنية" التي أظهرها الشعب الإيراني في مواجهة ما أسماه بالعدوان الصهيوني، واصفًا ردود فعل المواطنين بأنها جاءت "رصينة، شجاعة، وواعية بالتوقيت"، مما يعكس – بحسب قوله – مدى رسوخ العقلانية والروح المعنوية في المجتمع الإيراني.
وأكد المرشد الأعلى أن بلاده لن تتوانى عن التصدي لأي محاولات لفرض الإرادة عليها، مشددًا على أن إيران كما واجهت الحرب المفروضة سابقًا، ستواجه اليوم "السلام المفروض" بالرفض ذاته، ولن ترضخ لأي إملاءات خارجية، مهما كانت الجهات التي تصدر عنها.
في معرض تعليقه على تصريحات الرئيس الأمريكي، وصفها خامنئي بأنها "سخيفة وتهديدية"، معتبرا أنها لا تنم عن دراية كافية بتاريخ إيران وشعبها. وأضاف: "العقلاء الذين يعرفون هذا البلد جيدًا، لا يخاطبونه بلغة القوة أو التهديد، لأنهم يدركون أن الشعب الإيراني عصيّ على الكسر، ومحصن ضد الخضوع".
وأشار خامنئي إلى أن أي محاولة للتدخل العسكري الأمريكي ستفتح أبوابًا لأزمات إقليمية ودولية، وستلحق أضرارًا جسيمة ليس فقط بإيران، بل أيضًا بمصالح من يقف خلف هذا التصعيد، مشددًا على أن الرد الإيراني سيكون صارمًا ولا يمكن التنبؤ بعواقبه.
تأتي تصريحات خامنئي في وقت تشهد فيه المنطقة حالة من التوتر المتصاعد بعد تطورات عسكرية على الحدود الإيرانية، إلى جانب تكثيف التحركات الدبلوماسية الدولية لمحاولة احتواء الوضع المتفجر. بينما تراقب العواصم الكبرى، عن كثب، نبرة الخطاب الإيراني وإمكانية ترجمته إلى إجراءات على الأرض، يظل الترقب سيد الموقف في منطقة تتأرجح دائمًا على شفا اشتعال جديد.