طلاب إعلام الأهرام الكندية يوثقون معاناة أطفال غزة بـ"جفرا".. الفن علاج وذاكرة
كتب - حسن سليم
أطلق طلاب قسم الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام بجامعة الأهرام الكندية فيلمًا وثائقيًا بعنوان "جفرا"، ضمن مشروعات تخرج دفعة 2025، ليقدموا من خلاله معالجة بصرية مبتكرة لتبعات الحرب النفسية على أطفال غزة، من خلال زاوية إبداعية تجمع بين الفن والدعم النفسي.
الفيلم الذي اعتمد على جهود طلابية بالكامل، يرصد ثلاث قصص حقيقية لأطفال فلسطينيين نجوا من أهوال العدوان الإسرائيلي على غزة، وانتقلوا إلى مصر حاملين ذكريات مثقلة بالألم والدمار، لكنهم اختاروا النجاة عبر أدوات غير تقليدية. فتاة وجدت في الرقص وسيلة لتفريغ الوجع، وأخرى لجأت إلى الرسم لترسم واقعًا أجمل، بينما اختار صبي كرة القدم ليحول بها حزنه إلى طاقة أمل.
يحمل العمل عنوان "جفرا"، المستمد من التراث الفلسطيني، في إشارة رمزية للوطن والهوية والصمود، ليصبح الاسم تعبيرًا مكثفًا عن مضمون الفيلم الذي يُظهر كيف تتحول الطفولة الجريحة إلى أيقونة للحياة والإصرار، وكيف يصير الفن وسيلة لمقاومة الانكسار.
"جفرا" لم يكن مجرد مشروع تخرج، بل شهادة بصرية صادقة تبرهن على قدرة الصورة على التعبير، حين يكون مصدرها صادقًا ومخلصًا. الفيلم قدم رسالة سامية تؤكد أن القضايا الكبرى يمكن أن تُروى من زاوية مختلفة، وأن عيون الأطفال قادرة على نقل الحقيقة بقوة تفوق السرد التقليدي.
الفيلم أخرجه الطالب أحمد أيكن، وصوره خالد عاطف، وشاركت فرح أبو عيطة كمساعد مخرج، إلى جانب مشاركتها في التأليف مع هايدي خالد وشهد محمد، فيما تولى يوسف صبري المونتاج، وتصميم الجرافيك شهد محمد.
جاء هذا المشروع تحت رعاية الدكتورة إيناس أبو يوسف عميدة كلية الإعلام، والدكتورة ماجدة باجنيد رئيسة قسم الإذاعة والتلفزيون، وبإشراف الدكتورة هدى الشاذلي مدرس الإعلام المتكامل، والمدرس المساعد مرام رجب، ليعكس دعم الكلية لمشروعات طلابية تحمل رسائل إنسانية قوية وتوظف أدوات الإعلام لإحداث تأثير حقيقي.
"جفرا" يقدم مثالًا حيًا على كيف يمكن للإبداع الطلابي أن يتجاوز حدود الأكاديمية، ويصبح صدى لقضية إنسانية عالمية، مسلطًا الضوء على ما يواجهه أطفال فلسطين من ألم، وكيف يمكن تحويل هذا الألم إلى فعل فني ناطق بالحياة.
