مستشار خامنئي: اللعبة لم تنته بعد والمفاجآت قادمة
في أول رد رسمي يحمل نبرة التحدي، خرج علي شمخاني، مستشار المرشد الإيراني علي خامنئي، بتصريحات قوية تعقيبًا على الهجمات الأميركية التي استهدفت مواقع نووية إيرانية فجر الأحد، مؤكدًا أن ما جرى لا يعني نهاية المعركة، بل قد يكون مجرد بدايتها.
وقال شمخاني، في تغريدة نشرها عبر منصة إكس، إن تدمير المنشآت النووية - حتى لو افترض صحته - لا يعني نهاية اللعبة، مشددًا على أن إيران لا تزال تملك موادها المخصبة، ومعرفتها التقنية، والأهم من ذلك، إرادتها السياسية. وأضاف أن زمام المبادرة الآن أصبح في يد من يعرف كيف يلعب بذكاء، دون تهور أو إطلاق نار عشوائي.
تصريحات شمخاني تأتي لتغذي التوتر المتصاعد في المنطقة، بعد سلسلة من الضربات الجوية المشتركة نفذتها القوات الأميركية والإسرائيلية على مواقع حساسة داخل إيران، شملت منشآت في فوردو ونطنز وأصفهان، واعتبرتها واشنطن جزءًا من استراتيجية ردع نووي متقدمة.
وشدد المسؤول الإيراني على أن المفاجآت لم تنته، في إشارة ضمنية إلى ردود إيرانية محتملة في المستقبل القريب، ربما تتجاوز الطابع التقليدي، خاصة في ظل استمرار التصريحات النارية من قادة الحرس الثوري ومسؤولين في دوائر القرار بطهران.
الهجوم الأميركي الأخير أثار ردود فعل دولية واسعة، حيث أدانت الصين ما وصفته بانتهاك صريح للقانون الدولي، فيما اعتبرت باكستان أن من حق طهران الدفاع عن نفسها ضد ما تتعرض له من استهداف مباشر لسيادتها. في المقابل، دعا المجتمع الدولي إلى التهدئة وضبط النفس، محذرًا من انزلاق المنطقة إلى مواجهات مفتوحة تهدد الأمن والاستقرار الدوليين.
وتحمل تغريدة شمخاني رسائل مشفرة للداخل والخارج معًا؛ فهي بمثابة تطمين للجبهة الداخلية الإيرانية بأن البرنامج النووي لم يُقبر، كما أنها تضع خصوم طهران أمام احتمال استمرار الردود غير المتوقعة، سواء عبر الوسائل السياسية أو الأدوات الميدانية.
وفي ظل هذا المشهد المتشابك، تبقى الأنظار معلقة بما ستقدمه إيران في الأيام المقبلة، وهل سيتحول التهديد إلى فعل، أم أن الدبلوماسية ستجد مخرجًا قبل أن تتوسع رقعة النار.