تعاون مشترك بين مؤسسة يارو وأكاديمية الفنون لترسيخ الهوية المصرية وتعزيز الانتماء الوطني
كتبت - آية معتز صلاح الدين
شهدت العاصمة اليوم توقيع بروتوكول تعاون جديد بين مؤسسة يارو للحضارة المصرية وأكاديمية الفنون، في خطوة هادفة نحو ترسيخ الهوية القومية وتنمية الشخصية المصرية عبر التوعية بالتاريخ والحضارة المصرية القديمة.
جاء توقيع البروتوكول بحضور نخبة من الشخصيات البارزة، حيث وقع الاتفاق كل من الأستاذ الدكتور صديق عفيفي رئيس مجلس أمناء مؤسسة يارو، والأستاذة الدكتورة غادة جبارة رئيسة أكاديمية الفنون، إلى جانب الدكتور وسيم السيسي المستشار العلمي للمؤسسة، والذي شارك في مراسم التوقيع، وبحضور الدكتورة هالة الطلحاتي المدير التنفيذي لمؤسسة يارو.
ويأتي هذا التعاون في إطار الرؤية المشتركة للمؤسستين حول أهمية إعادة اكتشاف الموروث الحضاري المصري، وإبرازه كركيزة أساسية في تشكيل الوعي الجمعي وبناء الشخصية الوطنية، وذلك من خلال برامج وأنشطة توعوية تستهدف مختلف فئات المجتمع.
ويهدف البروتوكول إلى تنفيذ سلسلة من الفاعليات الثقافية والعلمية والفنية التي تركز على التنوير بمقومات الحضارة المصرية، وتسليط الضوء على إنجازات الأجداد في مجالات الفنون والعلوم والقانون والفكر الأخلاقي، بما يسهم في تعزيز قيم الانتماء الوطني والمواطنة الإيجابية.
كما يسعى الجانبان إلى إحياء علم المصريات وتاريخ الحضارة القديمة لدى الأجيال الجديدة، والتصدي للصور الذهنية المشوشة والمفاهيم المغلوطة التي تتناقلها بعض المنصات الإعلامية أو الخطابات الهدامة، والتي تحاول التشكيك في عراقة مصر وتاريخها المتجذر.
وأكد الحضور أن مصر ليست فقط صاحبة تاريخ عظيم، بل هي نموذج حضاري فريد لا تزال إسهاماته تُدهش العالم حتى اليوم، مشيرين إلى أن مواجهة حملات التشويه تستلزم بناء وعي مجتمعي قائم على المعرفة الدقيقة والمعلومة الموثقة.
وأوضح الدكتور صديق عفيفي أن مؤسسة يارو تأسست على قناعة راسخة بأن العودة إلى الجذور الحضارية لمصر هو السبيل لبناء مستقبل قوي، مشيرًا إلى أن البروتوكول مع أكاديمية الفنون يمثل خطوة نوعية في هذا الاتجاه، من خلال الربط بين الإبداع الفني والبعد التاريخي الذي يُشكل هوية الأمة.
من جانبها، أعربت الدكتورة غادة جبارة عن سعادتها بهذا التعاون، مؤكدة أن الأكاديمية تضع على عاتقها دورًا تنويريًا لا يقل أهمية عن رسالتها الأكاديمية، وأن التعاون مع مؤسسة يارو سيفتح آفاقًا واسعة للعمل المشترك في القضايا المرتبطة بالوعي القومي وتعزيز الانتماء الوطني.
وأضافت أن الفن لطالما كان وسيلة فعالة لنقل القيم وترسيخ المفاهيم الإيجابية، وأن استلهام عظمة الحضارة المصرية القديمة في الأعمال الفنية والثقافية يعد من أنجع الطرق لإحياء الاعتزاز بالهوية وتعميق الفخر بالوطن.
وشدد الدكتور وسيم السيسي على أهمية نشر المعرفة التاريخية المبنية على أسس علمية رصينة، مؤكدًا أن الحضارة المصرية قدمت للعالم نموذجًا رائدًا في التنظيم المجتمعي والتشريعي، وفي القيم الأخلاقية التي لا تزال تُحتذى حتى يومنا هذا، وأن التحديات الحالية تستدعي مواجهة ثقافية شاملة ترتكز على قوة التاريخ ووضوح الرؤية.
كما أضافت الدكتورة هالة الطلحاتي أن مؤسسة يارو ستعمل جنبًا إلى جنب مع الأكاديمية لتقديم مشروعات عملية تستهدف تحسين جودة الحياة الثقافية للمصريين، وتقديم نماذج مضيئة من تاريخنا المجيد لتكون مصدر إلهام وقدوة للأجيال الجديدة، مشيرة إلى أن الأسرة المصرية بكامل تكوينها ستكون أحد المحاور الرئيسة لهذا البرنامج التوعوي.
وسيشمل التعاون تنظيم ندوات وورش عمل ومعارض فنية وفعاليات ثقافية ميدانية، يتم من خلالها تقديم محتوى معرفي جذاب حول الحضارة المصرية، وذلك بلغة معاصرة تدمج بين الماضي المجيد والحاضر المتجدد.
ويطمح الطرفان إلى توسيع نطاق التعاون ليشمل المدارس والجامعات والمراكز الثقافية، لتأسيس بنية معرفية تمتد في عمق المجتمع المصري، وتستهدف غرس الفخر بالهوية والاعتزاز بالجذور.
ويأتي هذا البروتوكول ليعكس التوجه الوطني الرامي إلى استعادة دور الثقافة والتعليم في تشكيل الوعي العام، وترسيخ الانتماء الوطني، ومواجهة التحديات الفكرية والثقافية من خلال أدوات المعرفة والإبداع والوعي الحضاري.