استمرار عمليات البحث عن مفقودي حفار جبل الزيت لليوم الثالث وتوسيع نطاق التمشيط حتى جمشة
دخلت عمليات البحث عن المفقودين الثلاثة من طاقم الحفار الغارق "أد مارين 12" يومها الثالث، حيث كثفت فرق الإنقاذ والجهات المعنية جهودها شمال البحر الأحمر، ووسعت نطاق التمشيط الجوي والبحري ليشمل منطقة جمشة جنوبًا، في محاولة للوصول إلى أي دلائل تقود إلى المفقودين، بعد أن انقلب الحفار أثناء قطره إلى موقع جديد بخليج السويس.
وشهدت المنطقة تحليق طائرات تابعة لشركات البترول إلى جانب الدفع بوحدات بحرية، فيما واصل فريق من الغطاسين المحترفين الغوص في محيط الحفار الغارق، وتحت هيكله، مدعومين بأجهزة مسح متطورة وتقنيات ملاحية متقدمة.
وفي سياق موازٍ، باشرت لجنة فنية رفيعة شكلها وزير البترول المهندس كريم بدوي، أعمالها في موقع الحادث لتقصي الحقائق والوقوف على ملابساته. وترأس اللجنة المهندس عمرو بدوي، رئيس شركة خدمات البترول البحرية، وضمّت خبراء من شركات جابكو، وخدمات البترول البحرية، والشركة المالكة للحفار.
اللجنة أجرت معاينة ميدانية دقيقة للموقع واستجوبت عددًا من الناجين الذين أدلوا بشهاداتهم حول اللحظات التي سبقت الغرق، بهدف التحقق من مدى تطبيق إجراءات الطوارئ وسيناريوهات الأمان الموضوعة مسبقًا لمواجهة مثل هذه الأزمات.
وأكدت مصادر مطلعة أن التحقيقات الفنية ركزت على مراجعة خطط التشغيل والصيانة، وأسلوب تنفيذ عملية القطر، فضلاً عن تقييم أداء فرق الطوارئ وقت الحادث، تمهيدًا لإعداد تقرير أولي يكشف عن مكامن الخلل أو الثغرات، إن وُجدت.
من جانبها، تواصل نيابة البحر الأحمر تحقيقاتها في الواقعة، حيث أنهت الاستماع إلى أقوال مهندس الحفار، وقررت إخلاء سبيله عقب التحقيق معه، في حين تنتظر تعافي باقي المصابين لسماع شهاداتهم. وأفادت مصادر طبية بأن 8 من الناجين لا يزالون يتلقون الرعاية الصحية داخل المستشفيات، بينما غادر 15 آخرون بعد تحسن حالتهم.
وتشارك في أعمال التمشيط المكثف السفينة "Mckenny Tide" التابعة لإحدى شركات البترول، وعلى متنها فريق إنقاذ متخصص بالتنسيق مع فرق شركة جابكو وجهات أخرى، في سباق مع الزمن للعثور على المفقودين وسط ظروف بحرية معقدة وتضاريس قاعية دقيقة.