مطروح تستعد لانطلاق التأمين الصحي الشامل باجتماع موسع لتأهيل المنشآت الصحية وفق معايير الاعتماد
كتبت - فتحية حماد
استقبل اللواء خالد شعيب محافظ مطروح، الدكتور أحمد طه رئيس الهيئة العامة للاعتماد والرقابة الصحية، في لقاء رسمي بمقر ديوان عام المحافظة، لمناقشة خطة تأهيل المنشآت الصحية بالمحافظة للحصول على اعتماد الهيئة، تمهيدًا لبدء المرحلة الثانية من منظومة التأمين الصحي الشامل في سبتمبر المقبل، حيث تم اختيار مطروح لتكون أولى محافظات هذه المرحلة.
الزيارة تأتي في إطار الجهود المستمرة للهيئة لمتابعة المحافظات المستهدفة ضمن المنظومة الجديدة، والوقوف ميدانيًا على التحديات واقتراح حلول عملية تضمن تطبيق التأمين الصحي بأعلى مستويات الجودة، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بتوفير رعاية صحية متكاملة وآمنة لكافة المواطنين.
وخلال اللقاء، أكد الدكتور أحمد طه أن اختيار مطروح نقطة انطلاق للمرحلة الثانية يتطلب تكامل الجهود بين مؤسسات الدولة المختلفة، مع ضرورة مراعاة الطبيعة الجغرافية والسكانية الفريدة للمحافظة، لضمان وصول الخدمة لكل المناطق، خاصة النائية منها، وفقًا للمعايير الوطنية المعتمدة من هيئة "جهار".
وأوضح أن الهيئة تحرص على الدعم الميداني والتدريب الفني المتواصل للعاملين بالقطاع الصحي، لتسريع خطوات الاعتماد وضمان تقديم خدمات فعالة وآمنة، ضمن منظومة حصلت على الاعتراف الدولي من الجمعية العالمية لجودة الرعاية الصحية.
من جانبه، ثمّن اللواء خالد شعيب دور الهيئة في النهوض بالخدمات الصحية، مشيرًا إلى أن تأهيل المنشآت الصحية في مطروح إدارياً وفنياً وبشرياً بات في مراحل متقدمة، ما يعكس استعداد المحافظة الكامل لتطبيق منظومة التأمين الشامل. كما وجه المحافظ الشكر للدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة، على دعمه المتواصل واهتمامه بإدراج مطروح ضمن هذه المرحلة المهمة.
وعلى هامش الزيارة، عُقد اجتماع موسع ضم رئيس الهيئة ومحافظ مطروح وعددًا من المسؤولين التنفيذيين والصحيين، ومشايخ وعمد مطروح وسيوة، إلى جانب مقدمي الخدمة الصحية بالمحافظة، لمناقشة خطة تطوير القطاع الصحي خلال المرحلة المقبلة.
وشارك في الاجتماع عدد من القيادات، منهم الدكتورة هبة عاطف رئيس الإدارة المركزية لشؤون مقدمي الخدمة، والدكتور إسلام عساف وكيل وزارة الصحة، والدكتور وائل لطفي عميد كلية التمريض، والدكتور مصطفى أشرف مدير هيئة الإسعاف، بالإضافة إلى ممثلي المجلس الصحي الإقليمي، ونواب البرلمان، ومشايخ القبائل.
وخلال كلمته، أكد الدكتور أحمد طه على أهمية التكامل بين أجهزة الدولة والمجتمع المدني لإنجاح المنظومة الجديدة، موضحًا أن التأمين الصحي الشامل يقوم على ضمان العدالة في تقديم الخدمات، وإتاحة حرية الاختيار أمام المواطنين، مع التزام صارم بمعايير الجودة.
وأشار إلى أن الهيئة تختص بوضع وتطبيق معايير الجودة، ومتابعة التزام المنشآت المعتمدة بها، وقياس مستوى رضا المتعاملين مع الخدمات الصحية، لافتًا إلى أن الحصول على اعتماد "جهار" يُعد شرطًا أساسيًا لانضمام أي منشأة صحية لمنظومة التأمين الشامل.
وأكد أن بعض الوحدات الصحية في مطروح حصلت بالفعل على الاعتماد، منها وحدتا طب الأسرة بأم الرخم وسيدي عبد الرحمن، كأول وحدات رعاية أولية معتمدة بالمحافظة، كما تم اعتماد مستشفى العلمين النموذجي، مما يمثل دعمًا قويًا لمستهدفات السياحة العلاجية في مصر.
وشدد على أن نجاح تطبيق المنظومة يعتمد على الثقة المجتمعية، والالتزام المهني لمقدمي الخدمة، مشيرًا إلى أن الهيئة تعمل على ترسيخ هذه الثقة من خلال العمل الميداني والمتابعة المستمرة.
وفي السياق ذاته، أوضح الدكتور إسلام عساف أن المحافظة استكملت إعداد خريطة شاملة للخدمات الصحية، ويتم حاليًا تأهيل المنشآت تدريجيًا لتطبيق معايير الجودة المطلوبة، تمهيدًا للانتقال الكامل إلى النظام الجديد الذي يضمن التغطية الصحية الشاملة دون تمييز.
وأعرب الحضور من مشايخ وأعيان مطروح عن تقديرهم لهذه الخطوة، مؤكدين استعدادهم الكامل لدعم جهود الهيئة في نشر الوعي المجتمعي، خصوصًا في المناطق البدوية، حول أهمية الجودة وحقوق المنتفعين.
وفي ختام اللقاء، وجه رئيس هيئة الاعتماد والرقابة الصحية الشكر لمحافظ مطروح وكافة القيادات التنفيذية والصحية ومشايخ المحافظة على تعاونهم الجاد، مؤكدًا أن النجاح في تطبيق المنظومة الصحية الجديدة بمطروح سيكون نموذجًا يُحتذى به في باقي المحافظات.
