رئيس جامعة الأزهر: دعاء "ربنا آتنا في الدنيا حسنة" تجسيد لبلاغة الدعاء وجوهر طلب الخير
أكد الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر الشريف، أن دعاء "ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار" يعد من أعظم وأشمل الأدعية التي وردت عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ووصفه بأنه من كنوز الدعاء النبوي لما يتضمنه من معانٍ جامعة لكل الخير في الدنيا والآخرة.
جاء ذلك خلال ظهوره في برنامج "بلاغة القرآن والسنة" المذاع على قناة الناس، حيث أشار إلى أن هذا الدعاء القرآني الذي ورد في سورة البقرة يحمل من البلاغة والعمق ما يجعله دعاءً مفضلاً في كل وقت، لاسيما عند الحجاج والمعتمرين خلال الطواف بين الركنين، الحجر الأسود والركن اليماني.
وأوضح داود أن الوقوف عند لفظ "حسنة" في الآية يكشف عن جمال التعبير القرآني، إذ ترك القرآن الموصوف محذوفًا ليعطي المعنى عمقًا أوسع وأشمل. فـ"حسنة" يمكن أن تكون أي خير يُرجى في الدنيا أو الآخرة، سواء كان مالًا، أو رزقًا، أو زوجة صالحة، أو عملًا طيبًا، أو توفيقًا في السعي، مشيرًا إلى أن الحذف هنا مقصود ويعبر عن مرونة الطلب وعمق إدراك أهل الإيمان.
وأضاف رئيس الجامعة أن أهل الله لا يطلبون من ربهم مجرد الأشياء، بل يطلبون "حُسن" الشيء، وجمال صورته، وطيب أثره، وهذا يدل على رقي الذوق الروحي والتوجه الإيماني لدى العارفين بالله.
وفي ختام كلمته، دعا داود المسلمين إلى التأمل في معاني هذا الدعاء العظيم، والتوسل به في كل أوقات الرجاء، مؤكدًا أن الدعاء لا يطلب فقط الخير، بل يطلبه في أجمل وأتم صورة، بما يتماشى مع روح الإسلام وسُنن النبي الكريم.