recent
عاجـــــــــــــــــــــــل

بين هجرة .. وهجرة PDF

بين هجرة.. وهجرة

 

بين هجرة.. وهجرة PDF


بقلم: رضا حليمة

مع مطلع العام الهجرى الجديد الذى يحل علينا نتذكر تلقائيا هجرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. ذلكم الحدث المهم والجلل.. والذى كان جديرا بأن يبدأ ويؤرخ به تاريخنا الهجرى ورحم الله عمر بن الخطاب الذى وفق  لهذا وفتح قلبه لذلك الرأى.


فالهجرة كانت بمثابة نقطة انطلاق نحو الدولة الجديدة التى أسسها الرسول صلّى الله عليه وسلم فى المدينة المنورة على قواعد وأسس ثابته استوعبت من خلالها جميع أطياف المجتمع الجديد (مسلمون -يهود- جزء من أهل الكتاب) ، ثم سرعان ما انتصرت الدولة تحت قيادة النبي صلى الله عليه وسلم وراية هذه المؤسسات وتلك القواعد ومن ثم استقلت عن بقية القوى العالمية كالفرس والروم وتعاملت تعامل الند بالند وما هي إلا سنوات لا تتجاوز العشرين إلا وقد تفوقت على الفرس والروم وغدت رايه الاسلام مشرقة خفاقة في جزء كبير من الكرة الأرضية هذه الهجرة المباركة التي فتحت باب الأمل لكل اليائسين والبائسين من تغير الأوضاع والأحوال في مكة المكرمة وشبه الجزيرة العربية نحن في أمس الحاجة إلى إستحضار هذه الروح وتلك المعاني العميقة فالهجرة تأتي لتذكر الناس وتذكر الجميع بأن للدين رب يحميه ويدافع عنه حتى لو تخلى عنه الجميع وما نزلت آيات الهجرة المشهورة ((إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُوا السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)). إلا بعد الهجرة ذاتها بتسع سنوات لتذكر الصحابة ومن معهم بهذه المعاني..


 ومن مفاهيم الهجرة المطلوبة في هذه الآونة هجرة اليأس والقنوط والإحباط التي طغت على الكثير من الناس وخاصة الشباب وهذه كارثة..


 وهجرة السلبية المقيتة التي صارت عادة عند الكثيرين من الناس أيضا وكأنها هي الأصل والإيجابية هي الاستثناء. وكذلك هجرة الكسل والخمول والتقاعس عن العمل الجاد والتي حولت الامة والمجتمع الى أمة مستهلكة؛ ومجتمع يأكل ويشرب ويلبس من عمل ومن يد غيره.. وهذه أم الكوارث تضاف الى الكوارث السابقة فالهجرة المطلوبة. ليست هجرة مكان وإنما هجرة تلك السلبيات والعادات والمعاني التي تؤخر الأمة والمجتمع عن ركب التقدم والحضارة شيئا فشيئا حتى لا يكون لها مكان على خارطة العالم المتقدم والمتحضر. فليكن شعارنا "نحو هجرة جديدة ترفع من شأننا وتغير من حالنا وتبعث روح الأمل والتفاؤل نحو المستقبل المشرق القريب باذن الله".


google-playkhamsatmostaqltradent