المفكر العربي علي محمد الشرفاء: أمة هجرت القرآن فتمزقت بين السراب والضياع
في رؤية فكرية عميقة تنبض بالألم والحسرة، يكتب المفكر العربي علي محمد الشرفاء عن واقع أمة ضيّعت نور كتابها السماوي، وتخلّت عن دستورها الإلهي، واستبدلت هدى القرآن بسراب السلطة ومصالح الدنيا، حتى غرقت في بحرٍ من الفتن والصراعات، وتاهت عن جادة الصواب.
يرى الشرفاء أن الأمة الإسلامية لم تعد تتمسك بالمنهاج الرباني الذي أنزله الله في كتابه الكريم، والذي يتضمن أكثر من ٥٣٠ آية تنظم شؤون العبادات، وتحكم تشريعات المعاملات، وتنهى عن الظلم والفساد والبغي، وتؤسس لنظام حياة متكامل يهدي الإنسان إلى السكينة والسلام والإيمان.
لكنّ الأمة، وفق رؤيته، اختزلت الإسلام في طقوسٍ ظاهرية، وتجاهلت جوهر الرسالة، فأضاعت الطريق، وابتعدت عن تعاليم القرآن التي تأمر بالعدل والرحمة والكرامة الإنسانية، وتحذر من الغدر والظلم والاستبداد.
يركز الشرفاء على أن التخلي عن القرآن لصالح الروايات البشرية التي لا سند إلهي لها، أدى إلى انقسام الناس شيعًا وأحزابًا وطوائف، يتحاربون على النفوذ ويتنازعون على المراكز والسلطة، ويفتحون الأبواب لكل من يتاجر بالدين والمقدسات ليحقق مكاسب سياسية أو مادية على حساب وحدة الأمة واستقرارها.
ويشير إلى أن ما تشهده الأمة من دماء وسرقات واستبداد، ليس إلا نتاجًا طبيعيًا لغياب المنهج الإلهي عن حياتها، وسقوطها في مستنقع الفتن والانقسامات، حتى أصبح لا مكان للعدالة، ولا صوت للرحمة، ولا قيمة للإنسان في مجتمعات تاهت عن حقيقة الإسلام.
وينبّه الكاتب إلى خطورة غفلة البشر عن سنة الله في الكون، مستشهدًا بقول الحق تعالى في وصف زوال زينة الدنيا وانهيار من ظن أنه قادر عليها:
«حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلاً أو نهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغن بالأمس»، لافتًا إلى أن الله سبحانه لم يترك الناس بلا تنبيه أو عبرة، فقد دمّر حضارات وممالك حين تخلّت عن المبادئ الإلهية، وجعل منها آياتٍ للمتفكرين.
ويؤكد أن الإسلام الحقيقي لا يتحقق إلا بالعودة الكاملة للقرآن الكريم، واتخاذه مصدرًا وحيدًا للهداية والتشريع، وتحقيق العدالة بين الناس، واحترام حرية الإنسان في اختياره لدينه، والتعاون على البر والتقوى، والإنفاق على الفقراء والمحتاجين، امتثالًا لقوله تعالى:
«ولقد كرّمنا بني آدم».
وفي ختام رؤيته، يدعو الشرفاء كل مسلم أن يُراجع نفسه في ضوء الآيات، ويقيس مدى تطبيقه لشروط الإسلام الحق، وأن يتدبر كتاب الله بصدق، ويسعى لتصحيح مساره قبل أن يدركه الأجل، لأن الفوز في الدنيا والآخرة لا يكون إلا لمن سلك طريق القرآن، وامتثل لمنهج الله في كل أفعاله.
ويختم كلمته بنداء خاشع:
اللهم إني بلغت، اللهم فاشهد.
