رواية جديدة تعيد رسم العلاقة بين الكاتب ومثله الأعلى عبر بوابة الخيال الزمني
كتب - حسن سليم
أصدرت منصة "كتبنا" مؤخرًا رواية جديدة للكاتب المصري بيير غالي بعنوان "Sorry, Shakespeare!"، وهي تجربة سردية مبتكرة تمزج بين عناصر الخيال الأدبي، والسفر عبر الزمن، والدراما النفسية، والكوميديا السوداء. الرواية تقدم طرحًا جريئًا لعلاقة الكاتب المعاصر بأيقونات الأدب الكلاسيكي، في قالب يخرج عن المألوف ويناقش جوهر الإبداع الإنساني من زاوية جديدة.
تدور أحداث الرواية حول "تيم"، شاب في العشرينيات من عمره، يدرس الكتابة الإبداعية ويعيش أزمة صامتة مع ذاته، إذ يعاني من عجز في التعبير رغم حبه العميق للكلمة. في زمننا الحالي، يمضي تيم وقته متنقلًا بين المقاهي والحانات، وسط أصدقاء يتبادلون النقاشات الساخرة حول الأدب والفكر والثقافة.
تأخذ القصة منحى مفاجئًا حين يخوض تيم مغامرة غير متوقعة داخل منزل مهجور، ليعثر على جهاز زمني ينقله إلى إنجلترا الإليزابيثية في عام 1582. هناك، يلتقي بأسطورة الأدب الإنجليزي، ويليام شكسبير، لكنه لا يجد ما كان يتوقعه؛ إذ يظهر شكسبير شابًا مرتبكًا، محاطًا بالقلق والشكوك، ولا يمتلك أية ثقة بمستقبله ككاتب. بل إن الصدمة تتعمق عندما يفكر شكسبير في الانتحار بعد أن يرى صورًا من مستقبله عبر الجهاز.
العودة إلى الحاضر لم تكن عودة كما يعرفها تيم؛ إذ يجد نفسه في واقع مغاير تمامًا، واقع لم يسمع فيه أحد عن شكسبير، في طرح رمزي قوي حول هشاشة الذاكرة الثقافية، وإمكانية اختفاء أثر أعظم المبدعين إن غاب من يحفظه ويمنحه الامتداد.
الرواية مكتوبة بالإنجليزية، بأسلوب معاصر يمزج بين اللغة اليومية والعمق الفلسفي. يعتمد السرد على أسلوب الراوي الداخلي، حيث يخاطب "تيم" القارئ مباشرة، وينقل له تساؤلاته وصراعاته وهواجسه عن المعنى، والمستقبل، والكتابة، والهوية.
من أبرز الاقتباسات التي تلخص روح العمل:
"I don’t write to be understood, I write to understand."
"To know the future is to kill the present."
"Sorry, Shakespeare!" ليست مجرد قصة عن السفر في الزمن، بل هي رحلة في قلب الإبداع، في هشاشته وقوته، وتطرح سؤالًا عميقًا: من يمنح الكاتب الخلود؟ موهبته؟ أم من يتذكره؟

