recent
أخبار ساخنة

سودانيون من داخل قطار العودة: تعلمنا من المصريين البناء والصبر وحب الأوطان

سودانيون من داخل قطار العودة: تعلمنا من المصريين البناء والصبر وحب الأوطان


سودانيون من داخل قطار العودة: تعلمنا من المصريين البناء والصبر وحب الأوطان



في مشهدٍ إنساني مؤثر بمحطة قطارات رمسيس، غادر العشرات من المواطنين السودانيين متجهين إلى وطنهم عبر قطار العودة المخصص لنقلهم إلى السودان، بعد فترة قضوها في مصر خلال أزمتهم الأخيرة، محمّلين بذكريات طيبة، وتجارب ثرية، ومشاعر امتنان صادقة.


وسط الزحام ودموع الوداع، تحدث أحد السودانيين ممن كانوا على متن القطار بكلمات اختزلت فيها سنوات من التعلّم والعمل والمعايشة، قائلاً إن مصر لم تكن فقط ملجأً آمنًا، بل كانت مدرسةً علّمتنا كل شيء جميل، من الإتقان في العمل إلى النُبل في التعامل، ومن الصبر في الشدائد إلى حب الوطن مهما اشتدّت المحن.


وأشار إلى أنه عمل داخل مصنع مصري اكتسب منه خبرة واسعة في تشغيل الماكينات الصناعية واستخدام تكنولوجيا دمج القطن، مضيفًا أن ما تعلّمه من المصريين سيحمله معه إلى السودان ليسهم في بناء المصانع وتشغيلها هناك، لافتًا إلى أن النهوض بالصناعة السودانية أصبح حلمًا ممكنًا بفضل التجربة المصرية.


كما أوضح أن المصريين أتاحوا لهم فرص الاطلاع على وسائل التطوير الحديثة، وشجّعوهم على الاستفادة منها، مشيرًا إلى أن التعاون الصناعي بين مصر والسودان سيكون أحد مفاتيح المستقبل للبلدين الشقيقين.


ولم ينسَ في حديثه أن يشيد بروح التكاتف التي لمسها في المجتمع المصري، قائلاً: "تعلمنا منكم أن الشدة تُقاوَم بالوحدة، وأن الوطن لا يُصان إلا بأيدي أبنائه. كل شاب سوداني مرّ بتجربة عمل أو تعلم هنا عليه أن يكون رسولاً للنهوض بوطنه، وفردًا فاعلًا في بناء مستقبل أفضل."


واختتم حديثه قائلاً: "مصر ستبقى منبرًا للعلم والعمل والأمان، ومهما ابتعدنا، ستظل محفورة في قلوبنا بلدًا وقف معنا وقت الشدة، وستبقى أم الدنيا بحق."


مشهد مغادرة قطار العودة لم يكن مجرد رحلة سفر، بل كان وداعًا دافئًا من أرضٍ احتضنت، وقلوبٍ تعلّمت كيف يكون الكرم بلا حدود، والوفاء بلا مقابل.


google-playkhamsatmostaqltradent