جامعة عين شمس تتألق علميًا وتحصد أربع جوائز تشجيعية في مجالي الآداب والعلوم الاجتماعية لعام 2025
كتب - تامر عبد الحليم
تواصل جامعة عين شمس تأكيد ريادتها العلمية والبحثية في الساحة الأكاديمية المصرية والعربية، بعد أن أضافت إلى سجلها الحافل بالإنجازات فوزًا جديدًا تمثل في حصولها على أربع جوائز من جوائز الدولة التشجيعية لعام 2025، والتي يمنحها المجلس الأعلى للثقافة، وذلك في مجالي الآداب والعلوم الاجتماعية. هذا التتويج يعد اعترافًا رسميًا بما تبذله الجامعة من جهد لدعم الإبداع وتشجيع البحث العلمي الرصين الذي يلبي طموحات المجتمع ويواكب متغيرات العصر.
وقد أعرب الأستاذ الدكتور محمد ضياء زين العابدين، رئيس جامعة عين شمس، عن اعتزازه بهذا الإنجاز المشرف الذي يبرهن على تميز الجامعة في مختلف التخصصات الإنسانية، مؤكدًا أن الجامعة تسير وفق رؤية واضحة تعزز من دورها التنويري والبحثي في المجتمع. كما هنأت الأستاذة الدكتورة أماني أسامة كامل، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، الفائزين من أعضاء هيئة التدريس، مشيدة بما قدموه من إسهامات علمية رفيعة تُسهم في ترسيخ مكانة الجامعة كمؤسسة أكاديمية متميزة.
وتنوعت الجوائز بين تخصصات دقيقة، جاءت جميعها لتسلط الضوء على الكفاءات البحثية الفريدة التي تحتضنها الجامعة، والقدرات الأكاديمية القادرة على التفاعل مع قضايا المجتمع والإنسان. وقد أعلن مكتب الجوائز بجامعة عين شمس أن الفائزين يمثلون كليتي الآداب والألسن، وتضمنت القائمة الأسماء التالية:
**الدكتورة مروة مصطفى السيد أمين**، الأستاذ بقسم اللغة العربية بكلية الألسن، التي حصدت جائزة الدولة التشجيعية لعام 2025 في مجال الآداب - فرع الحوسبة اللغوية، عن عملها المتميز بعنوان "وظائف المعجم الإلكتروني: دراسة تطبيقية على معجمي دليل المعاني والرياض". ويعد هذا البحث علامة فارقة في دمج العلوم اللغوية بالتكنولوجيا الحديثة، من خلال تحليل تطبيقي يكشف عن إمكانيات المعاجم الرقمية في تطوير أدوات اللغة العربية وتعزيز مكانتها في عصر الرقمنة.
**الدكتور شريف أحمد إمام أحمد**، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المساعد بكلية الآداب، الذي فاز بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2025 في مجال العلوم الاجتماعية - فرع التاريخ والآثار وحفظ التراث، عن دراسته المعمقة بعنوان "سعد زغلول في مرآة جرامشي: قراءة جديدة لحركة الجماهير 1919". وينطلق هذا العمل من منهجية فكرية معاصرة تستند إلى أطروحات الفيلسوف الإيطالي أنطونيو جرامشي، ليعيد قراءة ثورة 1919 من زاوية جديدة، تبرز أبعاد التفاعل الشعبي والسياسي، وتضع يد الباحث على مفاصل الحراك الوطني المصري في تلك الحقبة.
**الدكتور أحمد مجدي**، مدرس الدراما والنقد المسرحي بكلية الآداب، الذي فاز بجائزة الدولة التشجيعية لعام 2025 في مجال العلوم الاجتماعية - فرع الثقافة الرقمية والذكاء الاصطناعي، عن بحثه المعنون: "كيف غير الذكاء الاصطناعي صناعة السينما؟". ويعتبر هذا العمل من الدراسات الرائدة التي تربط بين الفن والتكنولوجيا، حيث يتناول مراحل الإنتاج السينمائي المختلفة وآليات تطويرها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام صناع السينما ويعزز من التفاعل بين الإبداع الفني والتطور الرقمي.
**الأستاذة سوسنة سيد محمد السيد**، المدرس المساعد بقسم اللغات الشرقية الإسلامية بكلية الألسن، التي حصدت جائزة الدولة التشجيعية لعام 2025 في مجال الآداب - فرع الترجمة من اللغات الآسيوية والإفريقية إلى العربية، عن عملها المترجم بعنوان "امرأة غريبة". وقد أبدعت في تقديم هذا العمل بأسلوب لغوي سلس ومتين، ينقل ثقافات الشعوب الآسيوية إلى القارئ العربي بمهارة فائقة، ويسهم في تعزيز التفاهم الثقافي والانفتاح الحضاري، في وقت أصبح فيه الترجمة جسرًا حيويًا لا غنى عنه بين الشعوب.
وأكدت إدارة جامعة عين شمس في بيان رسمي أن هذا الفوز ليس إلا ثمرة جهود مستمرة لتعزيز بيئة أكاديمية محفزة على البحث والإبداع، مشيرة إلى أنها تضع ضمن أولوياتها دعم الباحثين في مجالات الآداب والعلوم الاجتماعية لما لها من دور جوهري في فهم قضايا الإنسان المعاصر وتشكيل وعيه الثقافي والسياسي والاجتماعي.
وتسعى الجامعة إلى تطوير منظومتها البحثية من خلال خطط استراتيجية تدعم التميز وتستند إلى معايير الجودة العالمية، سواء في البنية التحتية أو في نظم التحفيز الأكاديمي. كما تشجع الجامعة أعضاء هيئة التدريس على التقديم لجوائز الدولة والجوائز الدولية عبر مكتب الجوائز الذي يوفر الدعم الفني الكامل للمُرشحين، إيمانًا بأهمية التكريم الأكاديمي كأداة لتشجيع المنافسة الخلاقة.
ويأتي هذا الإنجاز في سياق عام حافل بالنجاحات لجامعة عين شمس، التي لم تتوانَ عن بذل الجهد في جميع الاتجاهات، سواء على مستوى تطوير المناهج الدراسية، أو التوسع في الشراكات الدولية، أو دعم البحوث البينية التي تعبر التخصصات الكلاسيكية وتطرح حلولًا مبتكرة لقضايا الإنسان والمجتمع.
وختامًا، فإن ما حققته جامعة عين شمس من فوز بأربع جوائز تشجيعية مرموقة، لا يمثل فقط فخرًا لمجتمع الجامعة، بل يُعد مكسبًا للمجتمع العلمي المصري بأكمله، ودليلًا على أن مؤسسات التعليم العالي في مصر قادرة على المنافسة الإقليمية والدولية متى توافرت الرؤية والدعم والاستراتيجية.
.jpeg)