recent
أخبار ساخنة

الزواج المبكر للبنات طفولة ضائعة وباب خلفي للطلاق BDF

 

الزواج المبكر للبنات طفولة ضائعة وباب خلفي للطلاق BDF

الزواج المبكر للبنات طفولة ضائعة وباب خلفي للطلاق BDF


بقلم: مني الحديدي

برغم التقدم المجتمعي والتعليمي في كثير من مناطق مصر ما زالت بعض القرى تحتفظ بعادة الزواج المبكر للفتيات وكأنها طقسٌ من طقوس البلوغ أو ضمانة اجتماعية للستر دون النظر إلى عواقب هذه الخطوة التي قد تحمل بين طياتها خطرا نفسيا وصحيا واجتماعيا يلازم الفتاة وربما أسرتها بأكملها مدى الحياة.


 الزواج قبل الاكتمال مسؤولية لا تحتمل

الزواج ليس مجرد عقد شرعي أو مراسم اجتماعية بل هو علاقة إنسانية مركبة تتطلب وعيًا نفسيا ونضجا عاطفيا واستعدادًا بدنيا وعقليا لتحمل تبعات المسؤولية حين تجبر فتاة لم تتجاوز الخامسة عشرة على دخول هذا العالم


 تكون بذلك قد انتُزِعت من مرحلتها الطبيعية ووضعت في مواجهة حياة لم تخلق بعدُ لاستيعابها.


وهنا يكون الطلاق في سن المراهقة النتيجة المتوقعة

تشير الإحصائيات والتقارير إلى ارتفاع معدلات الطلاق بين المتزوجين حديثا وخاصة في السنوات الأولى من الزواج ومع التدقيق نجد أن الزواج المبكر للفتيات يمثل نسبة لا يستهان بها من هذه الحالات نتيجة غياب الفهم وسوء التقدير وعدم قدرة الفتاة (والشاب أحيانًا) على استيعاب طبيعة الحياة الزوجية ومتطلباتها.


بجانب الآثار النفسية والجسدية من أخطر ما يترتب على الزواج المبكر هو الضرر النفسي حيث تشعر الفتاة بالاغتراب داخل بيت يفترض أن يكون مأمنًا لها فتعيش حالة من الانفصال عن مرحلتها الطبيعية وقد تعاني من القلق والاكتئاب واضطرابات الهوية إلى جانب ذلك هناك مخاطر صحية جسيمة ترتبط بالحمل والولادة المبكرة مما يهدد حياة الفتاة ومولودها على حد سواء.


والمنظور القانوني

وفقًا للقانون المصري انه لا يجوز توثيق عقد الزواج لمن هم أقل من 18 عامًا وهي خطوة هامة نحو حماية القُصّر لكن للأسف ما زالت هناك حالات زواج عرفي تتم خارج الإطار الرسمي مما يُفقد الفتاة حقوقها القانونية ويعرضها لمخاطر عديدة في حالة الطلاق أو وفاة الزوج خصوصًا في ما يتعلق بالنفقة والميراث وحضانة الأبناء.


وهنا تأتي أهمية تفعيل القانون ميدانيا مع وجود رقابة مجتمعية وتشجيع للتبليغ عن حالات الزواج المبكر.


يجب انت تنشر ثقافة أن الزواج ليس بالسن بل بوجود الشريك المناسب

من المهم أيضًا أن نُوضح أن السن وحده لا يحدد النضج فهناك من تصل إلى الثلاثين دون استعداد حقيقي للحياة الزوجية وهناك من يسبقها بسنوات بالوعي والقدرة. 


الزواج الناجح لا يقوم على العمر فقط بل على وجود شريك مناسب تتوفر فيه الصفات الإنسانية والعقلية التي تساعد على بناء حياة مشتركة يسودها الاحترام والتفاهم والقدرة على تحمل المسؤولية.


فليست المسألة سباقًا مع الوقت بل رحلة نحو الاستقرار الناضج.


ولمحاربة هذه الظاهرة لا يكفي إصدار القوانين فقط بل يجب تفعيل دور التوعية المجتمعية في المدارس ومراكز الشباب والمساجد والكنائس وعلى وسائل الإعلام.


ينبغي تعزيز فكرة أن الزواج السليم هو اختيار ناضج وليس قرارًا يتخذ خوفًا من "العنوسة" أو تحت ضغط العادات.


لا بد أن نفهم أن الفتاة ليست عبئًا يجب تزويجه بل كيانٌ يجب تأهيله وتمكينه من اتخاذ قراراته بحرية ومسؤولية.


وختاما تمكين الفتاة من الحق في التعليم والاختيار والنضج الكامل قبل الزواج ليس ترفًا بل واجب مجتمعي وأخلاقي وإنساني.


فحين تتزوج البنت في السن المناسبة، وقد اكتمل وعيها الجسدي والنفسي فإنها تبني بيتًا لا تهدم طفولة.


google-playkhamsatmostaqltradent