عبدالعظيم محمد.. الإعلامي الإنسان وصوت البسطاء
كتبت - أسماء الأباصيري
هو ليس مجرد مذيع خلف الميكروفون أو على شاشة التلفاز، بل هو صوت حي ينبض بقضايا الناس وآلامهم، ووجه إنساني نادر في ساحة الإعلام. عبدالعظيم محمد، إعلامي لا يكتفي بنقل الخبر بل يعيشه، يلامس تفاصيله، ويمنحه حرارة الواقع وصدق المشاعر.
في برنامجه "سيادة المواطن"، لم تكن الكاميرا سوى نافذة على معاناة المهمشين، حيث تحولت الحلقات إلى ساحة عدالة اجتماعية، ينتصر فيها للمظلومين ويضع همومهم على طاولة المسؤولين بلا تجميل أو مواربة. لم يكن يسأل فقط، بل يتبنى السؤال كقضية، ويتابعها حتى آخر نفس.
ثم في تجربة "أستاذ فصيح"، جمع بين قوة الكلمة وذكاء السخرية. لم تكن الضحكات التي يثيرها وسيلة للهروب، بل كانت صرخة مدوية ضد العبث والفساد. بأسلوبه الخاص، حوّل النكتة إلى رصاصة ضد الباطل، وجعل من السخرية جسرًا للتوعية.
بعيدًا عن الأضواء، يظل عبدالعظيم محمد إنسانًا قبل أن يكون إعلاميًا. تواضعه مع الجميع، من أعلى مسؤول إلى بائع بسيط، يجعله نموذجًا للإعلامي الذي يفهم رسالته ويدرك خطورتها.
واليوم في "عبدالعظيم وجدير بالذكر"، يواصل رسالته بنفس الإصرار، يفتش عن الضوء في زوايا النسيان، ويعيد الاعتبار لمن تناستهم الكاميرات. إنه لا يكتفي بالحديث عن الناس، بل يتحدث باسمهم، يعيش قضاياهم، ويمنحهم مساحة في زمن اختزل فيه الإعلام الإنسان في مجرد رقم أو خبر عابر.
عبدالعظيم محمد، ليس مجرد مقدم برامج، بل حامل رسالة، يعرف أن كل كلمة تُقال قد تنقذ حياة أو تبعث أملاً. وفي زمن يزدحم بالضجيج، يبقى صوته من الأصوات القليلة التي تستحق أن تُسمع.
