قافلة الأمل تنطلق من الأزهر الشريف لدعم غزة: شيخ الأزهر يشرف على تجهيزات بيت الزكاة والصدقات
كتب - حسين الحانوتي
في مشهد يجسِّد روح التضامن والالتزام الإنساني والديني، قام فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف ورئيس مجلس أمناء بيت الزكاة والصدقات المصري، بتفقد الاستعدادات النهائية لانطلاق القافلة الحادية عشرة التي يرسلها بيت الزكاة لدعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حيث تنطلق القافلة فجر الثلاثاء محمَّلة بمساعدات إنسانية عاجلة إلى أهالي القطاع الذين يواجهون مأساة إنسانية غير مسبوقة بسبب الحصار والمجاعة واستمرار العدوان.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر خلال جولته أن هذه القافلة تأتي ضمن مسيرة طويلة من الدعم الإنساني الذي يقدمه الأزهر الشريف لفلسطين، مشيرًا إلى أن الأزهر لم ولن يتخلى عن دوره التاريخي والديني في الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني، خاصة في ظل الظروف القاسية التي يعاني منها سكان غزة. واعتبر أن استمرار إرسال القوافل لا يُعدّ فقط مساندة مادية، بل هو موقف مبدئي يعكس هوية الأمة ورسالتها.
وتحمل القافلة أكثر من ألف خيمة مجهزة للإيواء، وآلاف الأطنان من المواد الغذائية والمياه النقية، بالإضافة إلى كميات كبيرة من المستلزمات الطبية والأدوية الضرورية، وألبان الأطفال والحفاضات ومستلزمات العناية الصحية، في استجابة سريعة وفعالة لتقارير حقوقية وصحية تؤكد بلوغ الأزمة الإنسانية في القطاع مستويات تنذر بالخطر، خاصة في المناطق الشمالية.
وكان فضيلة الإمام الأكبر قد أصدر توجيهات عاجلة مؤخرًا بإعادة تسيير القوافل الإغاثية فور استئناف فتح المعابر، مؤكدًا أن ما يمر به الشعب الفلسطيني من تجويع ممنهج وتدمير متعمد هو وصمة عار في جبين الإنسانية، وأن على الأمة الإسلامية والعالم كله مسؤولية أخلاقية ودينية للوقوف مع غزة وأهلها وكسر الحصار المفروض عليها بكل السبل.
وأوضح بيت الزكاة والصدقات أن هذه القافلة تأتي ضمن سلسلة من القوافل التي تشكل جسرًا إغاثيًا متواصلًا أطلقه الأزهر الشريف مع بداية الحملة العالمية "أغيثوا غزة"، والتي حملت شعارًا بليغًا أطلقه الإمام الطيب "جاهدوا بأموالكم.. وانصروا فلسطين". وقد شاركت في تجهيز هذه القافلة مؤسسات خيرية ومنظمات إنسانية من أكثر من 85 دولة حول العالم، ما يعكس صدى الحملة وتأثيرها الواسع، وحجم التكاتف الإنساني مع سكان القطاع المحاصر.
ويعكس هذا التحرك الأزهري موقف مصر الثابت، قيادة وشعبًا، تجاه القضية الفلسطينية، ويؤكد أن الدعم الإنساني ليس مجرد واجب وقتي، بل التزام أخلاقي مستمر ينبع من ضمير أمة حي لا يقبل الظلم ولا يسكت على المأساة.




