ابتكار بحثي مصري يوظف الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بنجاح جراحات السلس البولي للسيدات
كتبت - مني الحديدي
نجح فريق بحثي مشترك من جامعتي المنصورة والقاهرة في تحقيق إنجاز علمي جديد بنشر دراسة طبية متقدمة في مجلة Scientific Reports التابعة لمؤسسة Nature العالمية، اعتمدت على دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي مع النماذج الإحصائية للتنبؤ بنتائج الجراحة الأولى للسلس البولي الإجهادي لدى السيدات.
ضم الفريق البحثي الدكتور باسم صلاح مدير مركز أمراض الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، والدكتور محمد طه استشاري التحاليل الطبية، والدكتور أحمد عبد الرشيد مساعد باحث بالمركز، إلى جانب الدكتور أحمد بدوي أستاذ الهندسة الطبية الحيوية بجامعة القاهرة وفريقه المتخصص في تقنيات الذكاء الاصطناعي.
اعتمدت الدراسة على تحليل بيانات 151 مريضة خضعن للجراحة في مركز الكلى والمسالك البولية بجامعة المنصورة، باستخدام خوارزمية تعلم آلي متقدمة تُعرف باسم Support Vector Machines، بهدف تطوير أداة دقيقة تدعم الأطباء في تحسين فرص نجاح هذه الجراحات.
وأكد الدكتور شريف خاطر رئيس جامعة المنصورة أن هذا الإنجاز يعكس استراتيجية الجامعة في دعم البحوث البينية التي تدمج الطب والهندسة والذكاء الاصطناعي، مشيرًا إلى أن نشر الدراسة في واحدة من أهم الدوريات العلمية العالمية يرسخ ريادة الجامعة على المستويين الإقليمي والدولي، خاصة أنه تم دون أي تمويل خارجي.
وأوضح الدكتور باسم صلاح أن قوة البحث تكمن في اعتماده على بيانات واقعية من مرضى المركز، ما يضمن إمكانية تطبيق نتائجه مباشرة في المؤسسات الصحية، مؤكدًا أن التعاون بين مركز الكلى بجامعة المنصورة وقسم الهندسة الطبية بجامعة القاهرة شكل نموذجًا متميزًا للشراكة العلمية.
وتسلط الدراسة الضوء على مرض السلس البولي الإجهادي الذي يصيب أكثر من 30% من النساء في الفئة العمرية بين 35 و50 عامًا، خاصة عند الخضوع لأول جراحة إصلاحية، وهي حالة يصعب التنبؤ بنتائج علاجها بالأساليب الإحصائية التقليدية. وقد تمكن الباحثون من تطوير نموذج تنبؤي أكثر دقة من خلال دمج الذكاء الاصطناعي بالتحليل الإحصائي، ما يفتح آفاقًا جديدة أمام الأطباء لتحسين القرارات الطبية قبل إجراء الجراحة.
ويعد هذا الإنجاز نموذجًا رائدًا للتعاون البحثي بين الجامعات المصرية ورسالة واضحة تؤكد قدرة الكفاءات الوطنية على إنتاج بحوث تطبيقية عالية الجودة، تلبي احتياجات الممارسة الطبية وتواكب أحدث المعايير العالمية.
.jpeg)


