recent
أخبار ساخنة

لن تسقط مصر.. بقلم: د. خالد البليسي

 

لن تسقط مصر.. بقلم: د. خالد البليسي

لن تسقط مصر.. بقلم: د. خالد البليسي


في زمن تشتد فيه حروب العقول وتختلط فيه الحقائق بالشائعات، تتعرض مصر اليوم لحملة شرسة مغرضة، تسعى بكل ما أوتيت من وسائل إلى تشويه صورتها، والنيل من استقرارها، وإثارة الفتن بين أبنائها. ليست هذه الحملة وليدة اللحظة، بل هي حلقة جديدة من مسلسل طويل، بدأ منذ أن خط التاريخ أول سطر عن هذه الأرض المباركة.


لقد أدرك أعداء مصر منذ آلاف السنين أن هذه البلاد ليست مجرد قطعة أرض، بل هي قلب نابض للأمة، ودرع حصين يحميها، ونهر خالد يمدها بالحياة والقوة. لذلك، كانت وما زالت مصر هدفًا لأطماع الغزاة، وميدانًا لحملات التشويه، ومحورًا لمؤامرات تتبدل وجوهها لكن لا تتبدل أهدافها.


مصر عبر التاريخ… صمود لا ينكسر

منذ فجر التاريخ، واجهت مصر محاولات لا حصر لها للنيل منها. غزاها الهكسوس، وحاولوا طمس هويتها، لكنها لفظتهم كما يلفظ الجسد الغريب الدخيل. جاء الفرس، ثم الإغريق، ثم الرومان، وكلهم ظنوا أنهم قادرون على ابتلاع هذه الأرض، لكنهم رحلوا وبقيت مصر.


في العصور الوسطى، تصدت مصر للمغول الذين أسقطوا عروش الممالك، لكنها كانت المقبرة التي أوقفت زحفهم في عين جالوت. واجهت الحملات الصليبية التي حاولت احتلال أرضها، فكسرت شوكتهم وأعادتهم إلى بلادهم. وفي العصر الحديث، قاومت الاستعمار  الفرنسي ثم الإنجليزي، حتى نالت استقلالها ورفعت راية الحرية عالية.


الحرب الحديثة… الإعلام كسلاح

اليوم، لم تعد الحملات المعادية تأتي بجيوش الجرّافات والدبابات، بل تأتي عبر شاشات مضيئة وهواتف ذكية، تحمل في طياتها الأكاذيب والشائعات المصنوعة بإتقان. تتخفى وراء شعارات براقة، لكنها في حقيقتها سموم فكرية تهدف إلى زرع اليأس، وتمزيق النسيج الوطني، وبث الفتن بين أبناء الشعب الواحد.


تسعى هذه الحملات إلى تضخيم السلبيات، وتجاهل الإنجازات، وتشويه الرموز، وإفقاد المصريين الثقة في أنفسهم وفي دولتهم. لكن التاريخ يعلمنا أن المصريين، وإن اختلفوا في الرأي، يجتمعون كالبنيان المرصوص حين يدركون أن الوطن في خطر.


سر قوة مصر… شعبها

القوة الحقيقية لمصر ليست في حدودها ولا في جيشها فقط، بل في شعبها الذي يرفض الانكسار. هذا الشعب الذي صمد أمام الجوع والحروب، وخرج من تحت الركام ليبني من جديد، قادر على أن يحبط أي مخطط يسعى لتفكيك وحدته.


لقد جرب أعداء مصر كل الحيل، لكنهم لم يفهموا بعد أن الانتماء لهذه الأرض محفور في القلوب قبل أن يكون مكتوبًا في الأوراق. المصري، حين يشعر أن وطنه يُستهدف، يتحول من شخص عادي إلى جندي في صف الدفاع، مهما اختلفت مهنته أو مكانه.


مصر… ستبقى عالية الراية

إن ما يحاك ضد مصر اليوم ليس جديدًا، بل هو امتداد لما واجهته عبر القرون. ولكن كما سقطت كل المؤامرات السابقة، ستسقط هذه أيضًا. وكما بقيت مصر شامخة في وجه الغزاة، ستظل اليوم وغدًا وأبدًا، حصنًا منيعًا لا تهزه العواصف.


إن مصر التي علمت الدنيا الحضارة، وكتبت أول أبجديات التاريخ، لا يمكن أن تسقط على يد شائعة أو حملة منظمة. ستظل مصر قوية، ما دام في أرضها نيل يتدفق، وفي سمائها شمس تشرق، وفي قلوب أبنائها حب لا ينطفئ.


وليعلم كل من يتربص بها… أن مصر قد تتعثر، لكنها لا تسقط. قد تنحني لتلتقط أنفاسها، لكنها تعود واقفة أقوى مما كانت. مصر… لن تسقط.


google-playkhamsatmostaqltradent