د. أماني عوض: مصر لا تركع للإسفاف.. ورسالة حب وتقدير لرجال الدولة في معركة القيم
كتب - أ. د. السيد الشربيني
تبقى بعض الأصوات شاهقة، تؤمن بأن الوطن ليس مجرد مساحة جغرافية، بل كيان راسخ في الضمير، ومعركة الدفاع عنه تبدأ من الذوق واللغة والسلوك. ومن هذه الأصوات الجريئة، خرجت الدكتورة أماني عوض، عميدة كلية التربية بجامعة دمياط، برسالة مفعمة بالانتماء والعقل والكرامة، توجه فيها تحيةً للدولة المصرية ولقطاعاتها الساهرة، وعلى رأسها وزارة الداخلية، على جهودها في صيانة المجتمع من موجات الانحلال الأخلاقي التي تحاول التسلل من نوافذ التواصل الاجتماعي.
عبرت الدكتورة أماني في رسالتها عن امتنانها للقيادة السياسية وعلى رأسها الرئيس عبد الفتاح السيسي، الذي يقود الوطن بعزيمة نحو الجمهورية الجديدة، مؤكدة أن مصر دولة المبادئ والثقافة والمروءة، وأن ما نشهده من ضبط حاسم لتجاوزات بعض المنصات الإلكترونية هو استجابة نبيلة من دولة تعرف جيدًا كيف تحمي شعبها وقيمه.
ووجهت تحية خاصة لرجال وزارة الداخلية الذين يتصدون لمظاهر الانحدار اللفظي والسلوكي المنتشرة على منصات مثل "تيك توك"، مشيدة بسرعة تحركهم لحماية المجتمع، لا سيما الشباب، من سلوكيات دخيلة لا تعبّر عن المرأة المصرية الأصيلة، بل تُسيء إلى صورة مصر وسيداتها المربيات والمثقفات والطبيبات والأكاديميات والقيادات.
وقالت إن مصر لم تكن يومًا مجرد اسم يتردد في الشعارات، بل وطن أنجب قامات علمية وإنسانية مثل الدكتور أحمد زويل، والدكتورة عائشة عبد الرحمن "بنت الشاطئ"، والدكتور طه حسين، والدكتور مجدي يعقوب وغيرهم من النماذج المشرّفة، مؤكدة أن سيدات مصر من قمن بتنشئة هؤلاء العظماء، وأن المرأة المصرية ليست منجبة فقط، بل صانعة حضارة وقائدة فكر.
وهاجمت الدكتورة أماني ما وصفتها بـ"موضة التردي"، التي جعلت من بعض النساء قدوة وهمية، يظهرن في مقاطع سطحية تسيء إلى الذوق العام، ويستخدمن منصات التواصل للتربح على حساب الكرامة والأخلاق، حتى وصل الأمر إلى الإسفاف والردح والتفاخر بالانحراف، وسط تصفيق من جمهور مأخوذ بالزيف ومفتون بالضجيج.
وشددت على أن تأثير هذه الموجة لا يُستهان به، وأن الأسرة المصرية مهما بلغت من حرص وتربية تبقى عاجزة أمام طوفان الهواتف الذكية والتطبيقات المفتوحة على مصراعيها، والتي حولت بعض العابثات إلى "بلوجرات" و"مؤثرات" بلا مضمون، يصدّرن نموذجًا مشوّهًا للأنوثة والنجاح.
وحذرت من اتساع دائرة هذا التيار، وظهور مهن وهمية جديدة تقوم على الإسفاف، وخلق حالة من القطيعة بين الأجيال، لافتة إلى أن كثيرًا من الكبار باتوا غير قادرين على مجاراة هذا "التطور الزائف"، بل ويصابون بالغربة داخل مجتمعاتهم حين يتابعون قصص البلوجرات والمحتويات الفارغة التي تتصدر الواجهة.
واختتمت رسالتها بموقف حاسم، قائلة إن الدولة المصرية — قيادة وشعبًا ومؤسسات — قادرة على حماية أبنائها من هذا التلوث البصري والفكري، مشيرة إلى أن مصر، التي تقودها الآن عقول مستنيرة ومخلصة، لن تسمح بتشويه صورتها ولا بتقزيم دور المرأة فيها.
كما أكدت أن مصر لا تركع، لا للابتذال ولا للفوضى، بل تتقدم بثقة بثوابتها العريقة نحو مستقبل أكثر نقاءً ووعيًا.
وشكرت رجال الداخلية على حسمهم، والدولة المصرية على يقظتها، داعية إلى أن يكون كل مواطن شريف جزءًا من هذه المعركة التي لا تُخاض بالسلاح فقط، بل بالكلمة والقدوة والمسؤولية المجتمعية.

