recent
أخبار ساخنة

%10 حياة.. مبادرة من قلب معهد الأورام

 

%10 حياة.. مبادرة من قلب معهد الأورام

%10 حياة.. مبادرة من قلب معهد الأورام


بقلم: دكتور بيتر ناجي

عضو الجمعية المصرية للاقتصاد السياسي والتشريع – وزميل جمعية الضرائب المصرية

بمجرد ما حطيت رجلي جوه المعهد حسيت اني وسط ابطال بجد؛ تفاصيل بسيطة بتصنع يوم جديد لملائكة صغار. ضحكة صغيرة تشق التعب وبالونة ملونة تغير يوم كامل. حاجات بسيطة بتفرحهم فعلا… لعبة رسمة حتى ستيكر على السرنجة. بس الصدمة الحقيقية كانت عددهم؛ قطاع كامل من صغارنا بيحاربوا واسرهم بتحارب معاهم بالصبر والدعاء. واللي زود الصدمة ان جزءا من الاحتياجات لسه بيتغطى بتبرعات الناس الطيبين ويا سلام على كرم المصريين لما يهتز وجدانهم.


انا خارج من الزيارة وقلبي على ايدي: هل فعلا ينفع نسيب مستشفى بالشرف ده يعتمد بشكل أساسي على جيوب المتبرعين؟ ليه ما نحول المواسم الساخنة للدعاية الى مواسم حياة؟ من هنا ولدت مبادرتي: 10% حياة.

الفكرة ببساطة وتأثيرها كبير

كل مرشح لمجلس النواب يخصص 10% من مصاريف حملته الانتخابية لصالح معهد الأورام او مستشفيات مماثلة.

كل شركة تخصص %10 من ميزانية الدعاية والاعلان السنوية وتوجهها لنفس الهدف.

قد تبدو النسبة بسيطة على الورق لكنها على ارض الواقع تعمل فرق هائل: ادوية ناقصة تتوفر أجهزة تتصلح وتتحدث اسرة إضافية غرف رعاية مركزة دعم نفسي للأطفال واهاليهم وتوسع في قوائم الانتظار. احنا مش بنطلب معجزة؛ احنا بنعيد ترتيب أولويات بس.

ليه 10%؟

لأنها نسبة معقولة ما تهدش حملة انتخابية ولا ميزانية تسويق لكنها كفيلة تغير مصير مئات الأطفال. لو جزء من صور الشوارع والاعلانات الرقمية تحول إلى سرنجات معقمة قفازات ادوية كيماوي وأجهزة تشخيص يبقى احنا اخترنا اعلان الحياة بدل اعلان الوجوه والشعارات.

الشفافية اللي تبني الثقة وتعمل دعاية ذكية

علشان الناس تتبرع اكتر لازم تشوف بعينيها: ايه اللي دخل؟ راح فين؟ واثر ازاي؟

عشان كده بطالب ان إدارات المعهد والمستشفيات المماثلة تصدر كشف شهري علني بأسماء السادة المتبرعين من افراد وشركات مع قيمة التبرع والمشروع اللي اتصرف فيه ونسبة الإنجاز. نشر الأسماء بموافقة المتبرع بيدي مصداقية وبيشجع غيره يلحق بالمبادرة.


والاهم ان ذكر اسم الشركة المتبرعة في الكشوف وعلى موقع المستشفى ولوحة شكر داخلية وعلى التقارير ربع السنوية هو اقوى دعاية ممكنة. الدعاية اللي بيعملها التبرع بتخلي الناس تتجه لمنتجات الشركة بدرجة اكبر بكتير من اعلان بملايين مع ممثل او مغني؛ لان المستهلك لما يشوف اسما بيحول فلوسه لعلاج وإنقاذ حقيقي بيحس ان شراءه من الشركة دي مشاركة في الخير.

علشان نضمن الوضوح والاثر:

صفحة شفافية محدثة شهريا على موقع كل مستشفى: المبلغ الجهة المتبرعة المشروع نسبة الإنجاز.

لوحة شكر ميدانية داخل المستشفى ونسخة رقمية على السوشيال ميديا.

تقرير اثر ربع سنوي يوضح عدد المستفيدين والأجهزة اللي اتجابت والتحسينات في الخدمة.

ختم %10 حياة يمنح للشركات والمرشحين الملتزمين ويظهر على منتجاتهم ومنصاتهم كشارة أصوات الأطفال اقوى من أي خطاب

وانا ماشي بنت صغيرة وقفتلي وقالت: انت هتيجي بكرة؟ السؤال بسيط لكنه اختبار لينا كلنا: هل هنكون موجودين بجد؟ مش بكرة بس لكن كل يوم. وجودنا هنا مش حضور جسدي؛ وجودنا قرار جماعي اننا ندي جزء من دوشة الانتخابات وضجيج الإعلانات لصوت اهم: صوت الحياة.

دعوة مفتوحة 

الى المرشحين: اسمك على يافطة كبير وموقفك الإنساني اكبر. %10 مش هتقلل فرصك بالعكس هترفع رصيدك عند الناس وربنا.

الى الشركات: أحيانا اقوى حملة تسويق هي حملة انقاذ. صورة جهاز اشتراه تبرعكم اقوى من ألف بانر.

الى الجمهور: متستناش حد يبتدي. أي مبلغ أي مشاركة أي نشر للفكرة هو جزء من العلاج.

بوكس المبادرة: ازاي تنضم الان؟

للافراد: تبرع على حسابات المستشفى المعلنة واطلب إيصال واشترك في نشرة تقرير الأثر.

للشركات: خصصوا بند %10 حياة في ميزانية الربع القادم او السنة الجديدة واربطوه بمؤشرات أداء اجتماعية.

للمرشحين: اعلنوا التعهد قبل جولاتكم وانشروا ايصالات التحويل على صفحاتكم.

للمستشفيات: اطلقوا صفحة لوحة الشفافية لتحديث الارقام شهريا واضحة وسهلة القراءة مع نشر أسماء السادة المتبرعين بموافقتهم.

في بلدنا لما بنشد في ضهر بعض المستحيل بيصير واقع.  10% حياة مش مجرد عنوان دي وصلة أمان بين ضوء عيون أطفال وبين ضمير وطن كامل.

هنبدأ منين؟

هنبدأ من هنا: كل واحد فينا يلتزم بحاجة صغيرة بس مؤكدة ساعتها هنشوف المعهد مش بس بيعالج هنشوفه  بيتطور وبيوسع لكل طفل محتاج.


اللي مش قادر يتبرع يقدر يشارك، واللي يشارك يقدر يقنع غيره، والنتيجة واحدة: مبادرة 10%  حياة تكبر وتكفي كل المستشفيات والمعاهد


google-playkhamsatmostaqltradent