سد إثيوبيا.. الأمر محير ولكننا نثق فى إدارتنا
بقلم: عدلي محمد عيسى
فى حقيقة الأمر أنا لا أعرف إن كانت إثيوبيا قد انتهت حقاً من بناء سدها غير القانونى، وفعلاً قد تم بالفعل تشغيله فأصبح أمرا واقعا، وبرغم كل القوانين الدولية التى تجرم ذلك الأمر، أصبح لإثيوبيا حق إدارته وتشغيله كيفما تشاء، عموماً وإن كان الأمر كذلك فهذا لا يخيفنا إطلاقاً، لأن مصر دوماً قادرة على حفظ مقدراتها وشعبها وأراضيها.
والحمد لله لدينا قيادة قادرة على الحفاظ على حقوق شعبها ودولتها حفظاً كاملاً قوياً بحسب اتفاقية عنتيبى المائية فى حق وحصة مصر فى حوض مجرى نهر النيل، بل إن لزم الأمر الدفاع عن تلك الحقوق المصرية بالقوة فلتكن الحرب إننا قادرون وهم يعلمون ذلك علم اليقين، ووقتها ستكون الحرب على المياه تلك التى أشار إليها من قبل- الرئيس جمال عبد الناصر عندما قال فى أحد خطاباته، إن الحرب القادمة ستكون على المياه.
الآن الأمر الواقع يفرض على مصر ما لم تكن تريده لأنها دولة دائما تفضل السلام لكنها قادرة جدا على الحرب وبفضل الله على الانتصار.
قيادتنا - قادرة على أن تحمى مصر وحقوقها كاملة، ولنا حقوق فى نهر النيل ستحميها إن لم يكن بالتفاهم مع من لا يقدره ولا يحترمه فبالقوة التى يستحقها ويفهمها ويخاف منها- قيادتنا قادرة على ذلك ونثق أنها ستحمى حقوقها فى نهر النيل.
أيها الجانب الإثيوبى المغتصب- لم تنه الأمر ولم تصل لمبتغاك بفرضك وتشغيلك لسد يغتصب حق مصر فى مياهها من نهر نيلها أبدا، بل بدأت التصادم مع عملاق اسمه مصر أنت تعرف قدرها جيداً ، فلن تسمح قيادتها أبداً أن يغتصب حقنا كشعب مصر وحق أجيالنا القادمة فى مياهنا، فما مصير المصريين والجيل القادم والأجيال القادمة، إن لم يكونوا قادرين على حماية حقوقهم فى نهر النيل، وكلنا والعالم كله يعرف أن مصر هبة النيل، وأن النيل جعله الله لمصر ليهب شعبها الحياة.
إذ قال الله عز وجل (وجعلنا من الماء كل شيء حى) صدق الله العظيم .
مصر هى النيل - والنيل هو مصر - ولم تطمع مصر أبدا فى نقطة منه أكثر مما يحق لها، وفى المقابل لن تفرط فى نقطة واحدة منه تحق لها، حتى وإن كانت الحرب تلك هى الحقيقة.
