رابطة الجامعات الإسلامية تحتفل بالمولد النبوي الشريف وتؤكد على الاقتداء بسيد الخلق
كتبت – فتحية حماد
نظمت رابطة الجامعات الإسلامية بالتعاون مع جمعية الإعجاز العلمي المتجدد احتفالية مميزة بمناسبة ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم تحت عنوان "نبي الرحمة.. مربياً ومعلماً"، وذلك بمقر الجمعية مساء أمس، وسط حضور واسع من العلماء والمفكرين وأساتذة الجامعات.
استهل الدكتور سامي الشريف الأمين العام لرابطة الجامعات الإسلامية كلمته بالتأكيد على أن ذكر الأنبياء في القرآن الكريم له حكم إلهية عميقة، مبيناً أن سيدنا موسى ورد اسمه 136 مرة، وسيدنا إبراهيم 69 مرة، وسيدنا نوح 43 مرة، بينما ذُكر اسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أربع مرات باسم "محمد" ومرة واحدة باسم "أحمد". وأوضح أن قلة ذكر الاسم الشريف لحكمة إلهية، حيث ذُكر الرسول بصفته نبيًّا ورسولاً منسوباً إلى الله تعظيماً لمقامه، وهو تكريم إلهي لم ينله نبي قبله. وأضاف أن الله سبحانه وتعالى زكّى نبيه في خلقه وصدقه وبصره وصدره، وجعله رحمة للعالمين، مرسلاً إلى البشرية كافة لا إلى قوم بعينهم.
وأشار الشريف إلى أن أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم كانت حجة على أعدائه قبل أصحابه، فلم يجرؤ خصومه على النيل من صفاته العطرة رغم عدائهم الشديد. واستشهد بكلمات بعض المستشرقين الذين أنصفوا النبي باعتباره مؤسس حضارة إنسانية عظيمة وقائداً ومعلماً ومربياً للأمة. ودعا في ختام كلمته إلى اغتنام هذه المناسبة العطرة للاقتداء بسنته والتمثل بأخلاقه الرفيعة.
من جانبه تناول الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق الجدل القائم حول اعتبار الاحتفال بالمولد النبوي بدعة من عدمه، مشيراً إلى أن المشكلة ليست في أصل الاحتفال بل في شكله، موضحاً أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتفل بيوم مولده بصيام يوم الاثنين كما ورد في الحديث الشريف، وأن الفرح بمولده عبادة مأمور بها في قوله تعالى "قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا". وأكد أن الفرح برسول الله أعظم من الفرح بالدنيا وما فيها لأنه حافز للتشبه به واقتفاء أثره. وردّ الهدهد على المعترضين بسؤال لافت: إذا كان الاحتفال بالمولد بدعة فلماذا يقرأون القرآن اليوم في مصاحف إلكترونية رغم أن ذلك لم يكن موجوداً في عهد النبي؟ داعياً المسلمين إلى عيش منهجه وتعاليمه بروح معاصرة لا بحرفية جامدة.
كما تطرق الأستاذ الدكتور علي فؤاد مخيمر مؤسس جمعية الإعجاز العلمي المتجدد إلى جوانب الإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة النبوية، مستعرضاً أمثلة عدة لما أثبته العلم الحديث من حقائق جاءت في النصوص قبل أكثر من 14 قرناً. وأوضح أن الوضوء يخفف التوتر وينظف الفم والجهاز التنفسي، وأن النوم على الجانب الأيمن يريح القلب والرئتين، وأن الأكل والشرب جلوساً يحمي المعدة من مشكلات صحية خطيرة، مؤكداً أن كل هذه التوجيهات النبوية تعكس حكمة خالدة تعود بالنفع على الإنسان.
في السياق نفسه، أكد الدكتور مظهر حماد عضو اتحاد المؤرخين العرب أن النبي صلى الله عليه وسلم كان أعظم معلم ومربٍّ في تاريخ الإنسانية، فقد بنى جيلاً من الصحابة بالأخلاق والقدوة، وجسّد القرآن الكريم عملياً في حياته حتى صار خلقه القرآن، ما جعل حضارته باقية حتى اليوم.
واختُتمت الاحتفالية بالتشديد على ضرورة التمسك بهدي النبي الكريم، والتأسي بأخلاقه، وتطبيق سنته قولاً وعملاً، باعتبارها السبيل الأمثل لبناء جيل واعٍ قادر على مواجهة تحديات العصر بروح الإسلام السمحة.



