جامعة جنوب الوادي تمنح الماجستير لرسالة بحثية حول محددات خصوبة المرأة بين الريف والحضر في قنا
قنا - ممدوح السنبسي
شهدت جامعة جنوب الوادي مناقشة رسالة ماجستير حول قضية بالغة الأهمية تمس حاضر ومستقبل المجتمع، حيث ناقشت الباحثة شيماء عبد الموجود محمد سعيد رسالتها بعنوان "المحددات المجتمعية للخصوبة السكانية للمرأة: دراسة ميدانية بين الريف والحضر بمحافظة قنا" تحت إشراف الأستاذ الدكتور محمود محمد الضمراني والأستاذ الدكتور علي الدين عبد البديع القصبي.
تألفت لجنة الحكم والمناقشة من نخبة من أساتذة علم الاجتماع، برئاسة الأستاذ الدكتور ثروت علي الديب من جامعة المنصورة، وعضوية الأستاذ الدكتور حمد الله أحمد كيلاني من جامعة أسيوط، إضافة إلى مشرفي الرسالة. وأوصت اللجنة بمنح الباحثة درجة الماجستير مع التوصية بطباعة الرسالة وتبادلها مع الجامعات لما تحتويه من نتائج وتوصيات ذات أهمية بالغة في معالجة القضية السكانية.
ركزت الدراسة على الخصوبة السكانية للمرأة باعتبارها من القضايا المحورية في التخطيط الاقتصادي والاجتماعي، لما لها من تأثير مباشر على معدلات النمو السكاني وما يرتبط بها من ضغوط على الموارد الغذائية والاقتصادية. وسعت الباحثة إلى الكشف عن المحددات المجتمعية للخصوبة بين نساء الريف والحضر بمحافظة قنا، ورصد انعكاساتها على واقع ومستقبل النمو السكاني.
اعتمدت الدراسة على منهج دراسة الحالة والمنهج التاريخي والأسلوب الأنثروبولوجي، حيث شملت عينة من 20 حالة نصفها من الريف ونصفها من الحضر بمحافظة قنا، باستخدام أدوات المقابلات الميدانية والملاحظة بالمشاركة.
أظهرت النتائج أن ارتفاع المستوى التعليمي للزوجة يعد عاملاً محورياً في تقليل حجم الأسرة حتى في ظل الزواج المبكر، حيث لوحظ أن عدد الأبناء في المجتمع الحضري يتراوح غالباً بين طفلين وخمسة، وهو أقل من نظيره في المجتمع الريفي نتيجة لضعف تأثير التقاليد الداعية لكثرة الإنجاب وارتفاع الوعي التعليمي والثقافي. كما بينت الدراسة تزايد اهتمام الأسر في كل من الريف والحضر بخفض حجم الأسرة وتحسين نوعية حياة الأبناء وتوفير احتياجاتهم المعيشية والتعليمية والصحية، وهو ما يعكس ارتفاعاً في الوعي السكاني.
ولاحظت الدراسة أن انتشار تعليم المرأة في الريف يسهم في تعزيز التفاهم الأسري واتجاه الأزواج نحو تنظيم الأسرة، لكن ما زال هناك تمسك لدى بعض الأسر بإنجاب المزيد من الأطفال، خاصة الذكور، تعزيزاً للمكانة الاجتماعية في المجتمعات ذات التركيبة القبلية. كما أشارت النتائج إلى أن ضيق السكن لم يمنع بعض الأسر من الاستمرار في الإنجاب، إلا أن الضغوط الاقتصادية وارتفاع تكاليف المعيشة أصبحت من العوامل الرئيسة الدافعة لتقليل حجم الأسرة وتنظيم الإنجاب.
وأوصت الدراسة بضرورة تنمية الوعي السكاني عبر إدخال مقررات عن علم الاجتماع السكاني والصحة الإنجابية في المناهج التعليمية، وتفعيل دور الإعلام في إنتاج أعمال درامية تشجع على تنظيم الأسرة، إضافة إلى تعزيز دور وزارتي التضامن والصحة من خلال الرائدات الريفيات في نشر الوعي، وتطبيق نظام حوافز للأسر الصغيرة يمنح أبناءها امتيازات في التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية.
من جانبه، أشاد الدكتور أحمد عكاوي رئيس جامعة جنوب الوادي بأهمية البحوث التطبيقية التي تقدم حلولاً عملية لقضايا المجتمع، مؤكداً أن الجامعة تضع المشكلة السكانية ضمن أولويات خططها البحثية وتشارك بفاعلية في المجلس الإقليمي للسكان واللجنة التنسيقية العليا للسكان بالمحافظة.
كما أثنت الدكتورة عبلة الألفي نائب وزير الصحة لشئون السكان وتنمية الأسرة على دور الجامعة في دعم قضايا الصحة الإنجابية وتقديم البحوث العلمية التي تسهم في مواجهة الزيادة السكانية غير المخططة، مؤكدة أن القضية السكانية تحظى باهتمام القيادة السياسية التي تستهدف خفض معدل الخصوبة إلى 2.1 مولود لكل سيدة بحلول عام 2027 دعماً لخطط التنمية المستدامة.
