عابرة القارات.. منال متولي تحصد تكريمًا ملكيًا وتضع بصمة مصرية على خريطة العالم
كتب أ.د. السيد الشربيني
خطفت الدكتورة منال متولي الأضواء في مملكة بلجيكا، حيث تجلت كرمز معاصر يجسد روح "نفرتيتي" العريقة بلمسة القرن الحادي والعشرين. فقد تزينت أروقة المؤتمر الرابع للمرأة بأجواء ملكية، حينما حظيت المهندسة الاستشارية ورئيسة لجنة البيئة بنقابة المهندسين بتكريم ملكي من الأمير إدوارد والأميرة إليزابيث، اعترافًا بريادتها الاستثنائية وإسهاماتها العلمية والبيئية التي تخطت حدود الزمان والمكان.
لم يكن التكريم مجرد لحظة بروتوكولية، بل كان بمثابة تتويج لمسيرة ملهمة امتدت بين مختبرات البحث العلمي، ومنصات الإبداع البيئي، إلى ساحات الثقافة والفن. حيث استعرضت متولي أحدث ابتكاراتها في تطوير الحرير الطبيعي وتحويله إلى مشروعات علاجية وتجميلية صديقة للبيئة، وقدمت للعائلة المالكة البلجيكية كريم الحرير الذي أحدث طفرة في علاج التجاعيد والحروق والجروح، ثمرة تعاون مع نخبة من علماء مصر.
جاء هذا الحدث على خلفية رسالتين بارزتين أطلقهما المؤتمر: تمكين المرأة في قضايا البيئة والطاقة كقوة محركة للمستقبل المستدام، وتعزيز جسور التعاون الدولي لتطوير مشروعات علمية وبحثية مشتركة. ومن خلال تعاونها مع باحثات عربيات مثل إيمان عجارمة من الأردن وبلقيس محمود، أعادت متولي صياغة تراثنا العربي الأنيق في عرض أزياء حمل توقيع "نفرتيتي 21".
وأعلنت سمو الأميرة إليزابيث في ختام المؤتمر أن النسخة الخامسة ستستضيفها مصر، بلد الحضارة والتاريخ، في إشارة واضحة إلى ريادة مصرية متجددة تقود الحوار العالمي حول المرأة والبيئة والطاقة.
إن مسيرة الدكتورة منال متولي لا تُختزل في هذا التكريم، فهي صاحبة سجل ممتد من الإنجازات الوطنية والعلمية، بدءًا من مشروع السليكون بمدينة العلمين، مرورًا ببراءة اختراع لتحويل بنزين 80 إلى 95، وصولًا إلى إسهامها في استرداد ممتلكات أسرة محمد علي من اليونان بعد غياب قرن ونصف. وعلى الصعيد الثقافي، ارتبط اسمها بدعوات من الفاتيكان ومعارض دولية رسخت صورتها كأيقونة تجمع بين عبق الماضي وإشراق المستقبل.
وهكذا، من أوسلو إلى بون، ومن ساحات الفاتيكان إلى قصور بروكسل، تسطع "نفرتيتي القرن الحادي والعشرين" كجسر حضاري يربط مصر بالعالم، حاملةً رسالة المرأة المصرية القوية، المبدعة، والقيادية التي تصنع من العلم والفن والحضارة منارةً تضيء طريق الإنسانية.
