مدبولي يفتتح مستودع موانئ دبي العالمية بالسخنة باستثمارات 85 مليون دولار لتعزيز الخدمات اللوجستية
كتبت: هدى العيسوي
اختتم الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، جولته بمنطقة السخنة الصناعية المتكاملة بافتتاح مشروع مستودع "موانئ دبي العالمية – مصر للخدمات اللوجستية"، الذي يُعد أحد أهم المشروعات الجديدة بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويعكس عمق الشراكة الاستراتيجية بين مصر ودولة الإمارات في مجال تطوير الخدمات اللوجستية والتجارة الدولية.
شهد الافتتاح حضور الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية وزير النقل والصناعة، والمهندس محمد شيمي وزير قطاع الأعمال العام، واللواء الدكتور طارق حامد الشاذلي محافظ السويس، والسفير حمد الزعابي سفير دولة الإمارات لدى القاهرة، إلى جانب وليد جمال الدين رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، وسعادة سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، وعدد من كبار المسؤولين والمستثمرين.
وخلال الافتتاح، أكد رئيس الوزراء أن هذا المشروع يُمثل نقلة نوعية في دعم منظومة الخدمات اللوجستية داخل المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، موضحًا أن الحكومة المصرية حريصة على تعزيز الشراكات مع الشركات العالمية الكبرى، بما يسهم في تحويل مصر إلى مركز إقليمي للتجارة وسلاسل الإمداد. وأشاد بالجهود التي بذلتها "موانئ دبي العالمية" في تنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير العالمية، بما يعزز قدرة المنطقة الاقتصادية على جذب الاستثمارات وتوسيع نطاق الخدمات التجارية.
ويقع المستودع ضمن نطاق شركة التنمية الرئيسية MDC، الذراع الصناعية للمنطقة الاقتصادية، على مساحة إجمالية تبلغ 300 ألف متر مربع، بتكلفة استثمارية تصل إلى 85 مليون دولار. وينقسم المشروع إلى مستودع جمركي عام لتخزين الحاويات، ومستودع آخر لتخزين البضائع خالصة الضرائب والرسوم، مما يجعله أول مجمع لوجستي متكامل في المنطقة الاقتصادية يقدم خدمات التخزين بالنظامين الجمركي وغير الجمركي.
وأوضح وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية، أن هذا المشروع يُجسد خطوة استراتيجية لترسيخ مكانة المنطقة كمحور إقليمي للتجارة العالمية، مشيرًا إلى أن المستودع سيساهم في تسهيل حركة التجارة وتقليل تكاليف التشغيل على المستثمرين من خلال خدمات رقمية حديثة تشمل نظام رؤية لحظية للشحنات، ومنصة إلكترونية متكاملة لإدارة العمليات والإجراءات الجمركية.
واستمع الدكتور مدبولي خلال جولته إلى عرض من مسؤولي شركة موانئ دبي العالمية – السخنة، تناول أهمية المشروع في دعم سلاسل الإمداد وتوفير حلول متطورة للتخزين والنقل، حيث دخلت المرحلة الأولى من المشروع حيز التشغيل الفعلي، بينما من المقرر إطلاق المرحلة الثانية في الربع الثالث من عام 2026.
وأشار مسؤولو الشركة إلى أن المشروع سيوفر أكثر من 150 فرصة عمل مباشرة خلال المرحلة الأولى، على أن يرتفع العدد إلى 300 فرصة مع اكتمال المرحلة الثانية، مؤكدين أن المنطقة اللوجستية تتمتع بموقع استراتيجي مميز بالقرب من ميناء السخنة ومدينة السويس والعاصمة الإدارية الجديدة، ما يمنحها قدرة تنافسية استثنائية في دعم حركة التجارة.
ويخدم المستودع قطاعات رئيسية متعددة تشمل المواد الخام، ومواد البناء، والمنتجات الزراعية، والإلكترونيات، والمنسوجات، وقطع الغيار، والسيارات الكهربائية، بما يضمن توفير خدمات متكاملة تلبي احتياجات السوقين المحلي والإقليمي.
وخلال تفقده للمستودع، شاهد رئيس الوزراء عرضًا توضيحيًا لمحاكاة عمليات الشحن والتفريغ داخل المنشأة، وأشاد بما رآه من تجهيزات تكنولوجية متطورة تُسهم في تسريع وتيرة العمل وتعزيز تنافسية المنطقة الاقتصادية عالميًا، مؤكدًا أن الدولة ماضية في استثمار موقع قناة السويس الاستراتيجي لتحويلها إلى مركز عالمي للتجارة والخدمات اللوجستية.
من جانبه، أكد سلطان أحمد بن سليم أن موانئ دبي العالمية تواصل التزامها بدعم مسيرة التنمية في مصر من خلال بناء منظومة لوجستية مستدامة ومتكاملة تغطي سلسلة التوريد بالكامل، بدءًا من الإنتاج وحتى وصول السلع إلى المستهلك النهائي. وأوضح أن الهدف هو تحقيق تكامل سلس في سلاسل الإمداد لدعم حركة التجارة، وتعزيز الصادرات، وخلق فرص عمل جديدة تساهم في دفع عجلة النمو الاقتصادي.
تجدر الإشارة إلى أن مجموعة موانئ دبي العالمية تُعد من أبرز شركاء النجاح في تطوير ميناء السخنة والمنطقة الاقتصادية منذ عام 2008، حيث بلغت استثماراتها في السوق المصرية أكثر من 1.3 مليار دولار، شملت توسعة الطاقة الاستيعابية للميناء وربطه بسلاسل الإمداد العالمية، في إطار استراتيجية متكاملة تهدف إلى جعل مصر مركزًا محوريًا للتجارة الدولية والخدمات اللوجستية في المنطقة.