recent
أخبار ساخنة

حماية أطفال الشوارع مسؤولية الجميع BDF

 

حماية أطفال الشوارع مسؤولية الجميع BDF


 حماية أطفال الشوارع مسؤولية الجميع BDF

بقلم: طلعت الفاوى


ما دفعني إلى كتابة هذا المقال هو ما رأيته في طريق من التبين إلى الصف على طريق مصر – أسوان الزراعي، حيث أجد تقريبًا على كل مطب سيدة أو رجل ومعه طفل صغير يتسول به في عز الظهر والشمس والتراب. ونفس الأمر تكرر في العودة، وهذا المنظر كان غير معتاد في مثل هذه الطرق، الأمر الذي يؤكد أن ظاهرة أطفال الشوارع والمتسولين تفشت بدرجة كبيرة وأصبحت منتشرة في كل مكان وفي مختلف البيئات والمستويات.


البداية تكون بخروج وهروب الطفل من منزله إلى الشارع، ليقع فريسة في أيدي معدومي الضمير الذين يستغلون براءته وضعفه لتحقيق مكاسب مادية لهم عن طريق التسول طوال اليوم وتسليم الإيراد لهم، ورمي الفتات له، بخلاف التعرض للاعتداء عليه بالضرب والسب، بل والاعتداء الجنسي خاصة الفتيات منهم. وبخلاف الضرر الواقع عليهم، هناك ضرر بالغ بالمجتمع، فهو أمر يسيء للصورة الحضارية للدولة ويمكن أن يعبر عن ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة.


ومن أهم أسباب تفشي ظاهرة أطفال الشوارع هي التفكك الأسري والعنف الأسري، لأن الطفل لا يشعر بالأمان في بيته ووسط أسرته، فيظن أنه سيشعر به في الشارع. فيهرب من العنف الذي يتعرض له من والديه نتيجة الجهل أو الفقر، أو غياب الثقافة والوعي، أو الإهمال في حالة انفصال والديه ويكون لكل منهما حياة جديدة مع شريك آخر، فينزح الطفل إلى الشارع.


والسؤال الآن، من يحمى هؤلاء الأطفال؟ وكيف يمكن ذلك؟ والإجابة بدون تفكير، أن حماية هؤلاء الأطفال تقع علينا جميعًا. نحن كأشخاص علينا الإبلاغ عن أي طفل في الشارع يقوم بالتسول للجهات المعنية ورجال التدخل السريع. ومؤسسات المجتمع المدني عليها دور كبير في رعاية الأطفال الذين بلا مأوى، والحفاظ عليهم وتعليمهم، ومنع تعرضهم لأي إساءة حتى يتعلقوا بالمكان ولا يهربوا للشارع.


وأولياء الأمور، الأب والأم، عليهم دور كبير في الحفاظ على أبنائهم، خاصة في حالة الاختلاف والانفصال. يجب أن يكون كل تفكيرهم في مصلحة الأولاد، والحفاظ عليهم، والاتفاق على مكان الإقامة مع أي منهما بدون خلافات، حتى لا يضطر الطفل للهروب من المنزل.


ثم يأتي دور الحكومة، عن طريق قيام كل وزارة بدورها. حيث تقوم وزارة التضامن الاجتماعي بإنقاذ هؤلاء الأطفال ورعايتهم من خلال الدور المعدة لذلك، وعلى وزارة الداخلية دور في التصدي لظاهرة التسول وملاحقة مافيا التسول الذين يستغلون هؤلاء الأبرياء، وهيئة الإعلام عليها دور في نشر الوعي بالمجتمع ومهاجمة ظاهرة التسول.


ظاهرة أطفال الشوارع جد خطيرة، وهي تهدد الأمن المجتمعي، لأنه من المفترض أن هؤلاء الأطفال هم نواة المستقبل، وبدل أن يكونوا رجالًا صالحين، سينخرطون في عالم التسول والانحراف والجريمة، وسيتحولون إلى مجرمين أو مدمنين أو ناقمين على المجتمع، حيث إن بداخلهم عنفًا وحقدًا، فيستغلهم أي أحد لإلحاق الضرر بالمجتمع.


لذلك نتمنى أن نتكاتف جميعًا لتصدي لهذه الظاهرة، وكفانا سلبية، وكفانا تفكيرًا في المصلحة الشخصية فقط، ونعمل جميعًا من أجل المصلحة العامة للمجتمع حولنا.


google-playkhamsatmostaqltradent