الأمة تودّع عالم الوسطية وصوت الأزهر الحكيم
بقلم: د. خالد البليسي
فقدت مصر والأمة الإسلامية أحد كبار علمائها الأجلاء برحيل فضيلة الأستاذ الدكتور أحمد عمر هاشم – عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ورئيس جامعة الأزهر الأسبق – الذي انتقل إلى جوار ربه تاركًا وراءه سيرةً زكيةً وعلمًا غزيرًا ومكانةً لا تُعوّض في قلوب طلابه ومحبيه.
كان الراحل الجليل عالمًا ربانيًا بكل ما تحمله الكلمة من معنى، جمع بين العلم الواسع والخُلق الرفيع، وبين الفهم العميق لنصوص الشرع والبصيرة بواقع الأمة.
نال الدكتوراه في الحديث النبوي الشريف وعلومه، حتى لُقّب بـ"محدّث العصر"، وظل طوال حياته ينشر سنة النبي ﷺ بالحكمة والموعظة الحسنة، مؤكدًا أن الإسلام دين الرحمة والعدل والتسامح.
تولى الدكتور أحمد عمر هاشم رئاسة جامعة الأزهر، وكان عضوًا فاعلًا في مجمع البحوث الإسلامية وهيئة كبار العلماء، كما مثّل الأزهر في كثير من المحافل الدولية مدافعًا عن صحيح الدين، وداعيًا إلى الوسطية ونبذ التطرف والغلو.
كان صوته في المنابر والإعلام صادقًا قويًا، يوقظ القلوب ويجمع ولا يفرّق، فكان لسان الأزهر الذي يُعبّر عن سماحة الإسلام في أبهى صوره.
ترك – رحمه الله – أثرًا خالدًا في مسيرة الدعوة والتعليم، ومكتبةً علمية زاخرة في الحديث والسيرة والفقه، إلى جانب أجيال من العلماء والدعاة الذين تتلمذوا على يديه.
عرفه الناس بتواضعه الجمّ، وبساطته مع الكبير والصغير، وبابتسامته التي لا تفارق وجهه. لم يعرف طريق الكبر، بل عاش في خدمة طلابه ومجتمعه حتى آخر أيامه.
جاء نبأ وفاته كالصاعقة على قلوب محبيه، إذ رحل العالم العامل الذي مثّل مدرسة في الاعتدال والخلق والوفاء، تاركًا وراءه فراغًا كبيرًا لا يملؤه أحد.
رحم الله الفقيد العظيم الدكتور أحمد عمر هاشم، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقًا.
وإنا لله وإنا إليه راجعون
